بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم و رحمة الله تعالى و بركاته
الخال ياسين عبدالعزيز
الشكر الجزيل على مرورك و تعقيبك و استفسارك عن هذا الرجل الفراعي الكريم , كنت اتحاشى ذكر اسمه منذ ذلك الزمن لكن امثالك لا يرد لهم طلب خصوصا انك انت الرجل الذي جدت بما تملك (حينما كانت المنتديات تسجل بمبالغ مالية) و بمجهودك الفردي منذ اكثر من 8 سنوات تقريبا لايجاد منتديات ابوفروع التي اثمرت واينعت و ما زلنا نقطف ثمارها من تتطوير للمدار س و المركز الصحي و كل مرافق ابوفروع و نحن نقول لك جزاك الله عنا خير الجزاء .
قبل ان اذكر صاحب الموقف نتطرق قليلا لمثل صاغه الامام الشافعي,
من الأمثلة الشعبية المتداولة قول الناس أكل الكريم دواء وهذا المثل صاغه شعراً الإمام الشافعي- رضي الله عنه- والمعنى العام لكلمة أكل تعني تناول طعام في بيت إنسان كريم سخي فيشعر الآكلون باللذة في طعامه وشرابه فيرددون المثل المشار إليه وينطبق الأمر على أي موقف نبيل من أي رجل شهم كريم سواء كان موقفاً معنويا وقفه أم موقفا ماديا قام به لأن يد الرجل الكريم إذا أخرجت شيئا فإنها تخرجه بنفس طيبة وبمودة خالصة لمن قدمت له دون أن يكون وراء ذلك تقليل من شأن من مدت له اليد وإنما هو موقف رجولي قام به الكريم معبرا عما فيه من صفات الشهامة والرجولة وعندما يبدي الإنسان إعجابه بمواقف الرجل الشهم الكريم فإنه يقال له من الذين يعرفون أصله وفصله: «أن هذا الشبل من ذاك الأسد» فوالده رجل عزيز في قومه شهم في أخلاقه متاجر مع الله- عز وجل- .جم التواضع في سلوكه
هذا الموقف الذي كنت شاهدا عليه يا الخال ياسين و لم انساه منذ ذلك الزمن و انا اجزم بان صاحبه قد يكون نساه منذ تلك اللحظة لانه قام به بسجيته دون ان يحاول وضعه في ذاكرته لانه شئ عادي بالنسبة له هو موقف من مواقف الاخ طارق حسن البدوي .
و يذكرني صنيعه قصيدة حاتم الطائي
. قال حاتم الطائي - أبو عدي - مخاطبا زوجته ماوية :
أماويَّ قد طالَ التَّجنُّبُ والهجرُ.وقد عذرتني في طلابكمُ العذرُ
أماويَّ إنَّ المالَ غادٍ ورائحٌ . ويبقى من المالِ الأحاديثُ والذِّكرُ
أماويَّ إنِّي لا أقولُ لسائلٍ … إذا جاءَ يوماً حلَّ في مالنا نذرُ
أماويَّ إمَّا مانعٌ فممنَّعٌ … وإمَّا عطاءٌ لا ينهنههُ الزَّجرُ
وقدْ علمَ الأقوامُ لو أنَّ حاتماً … أرادَ ثراءَ المالِ كانَ لهُ وفرُ
إذا منَّ بالمالِ البخيلُ فإنَّني … أجودُ فلا قلٌّ عطائي ولا نزرُ
أفكُّ بهِ العاني ويؤكلُ طيِّباً … فما إنْ تعرِّيهِ القداحُ ولا الخمرُ
أماويَّ إنْ يصبحْ صدايَ بقفرةٍ . من الأرضِ لا ماءٌ لديَّ ولا خمرُ
ترَي أنَّ ما أفنيتُ لم يكُ ضرَّني … وأنَّ يدي ممَّا بخلتُ به صفرُ
أماويَّ إنِّي ربُّ واحدِ أمِّهِ … أجرتُ فلا قتلٌ عليهِ ولا أسرُ
ولا ألطمُ ابنَ العمِّ إنْ كانَ إخوتي . شهوداً وقد أودى بإخوتهِ الدَّهرُ
ولا أخذلُ المولى بسوءِ بلائهِ … وإنْ كانَ محنوَّ الضُّلوعِ بها غمرُ
غُنينا زماناً بالتَّصعلكِ والغنى … وكلاّ سقاناهُ بكأسيهما الدَّهرُ
فما زادَنا بغياً على ذي قرابةٍ … غنانا ولا أزرى بإحساننا الفقرُ
إذا المرءُ أثرى ثم لم يكُ مالهُ … نوالاً لدى البؤسى فحالفهُ العسرُ
فأعطِ ولا تمسكْ مخافةَ فاقةٍ … وإنَّ وراءَ العسرِ إنْ خفتهُ اليسرُ
وما ضرَّ جاراً يا ابنةَ القومِ فاعلَمي . يُجاورني ألاَّ يكونَ له سترُ
لجاريَ حقٌّ قدْ رأى ذاكَ واجباً … وقبلي لهُ ماويَّ ما تنزلُ القدرُ
بعينيَّ عن عوراتِ جاريَ غفلةٌ. وفي السَّمعِ منِّي من حديثهما وقرُ
متى ينأَ جاريَ لا يراني لعرسهِ .بنفسي وصولاً ما أرى أنَّه سفرُ
سأرعاهُ جهدي إنَّ للجارِ حرمةٌ … ويرجعُ لمْ يرسلْ عليَّ لها حذرُ
لعمركَ لا أخشى بقولِ مُجاوري . إذا متُّ ماتَ الجبنُ والبخلُ والغدرُ
لحا اللهُ من يُبقي من المالِ بعدهُ … لوارثهِ شيئاً ويتبعهُ الوزرُ
فلا تمنَعي راجي نوالكِ إنَّهُ … الذِّكرُ في الدُّنيا ويلحقُك الأجرُ
أأتركُ مالي إن هلكتُ لوارثٍ … تتبَّعهُ عيني إذا ضمَّني القبرُ
أماويَّ ما يُغني الثَّراءُ عن الفتى . إذا حشرجتْ نفسي وضاقَ بها صدري
إذا أنا دلاّني الذينَ أحبُّهمْ … بملحودةٍ زلجٍ جوانبُها غبرُ
وقاموا على أرجائِها يدفنونَني . يقولونَ قد أودى السَّماحةُ والفخرُ
وأُسلمتُ فيها غيرَ بارحِ قعرِها . فلا عجبٌ ممَّا ترينَ ولا سخرُ
وراحوا سراعاً ينفضونَ أكفَّهمْ . يقولونَ قد دمَّى أظافيرنا الحفرُ
هنالكَ لا آلو لنفسي صنيعةً … فأولُهُ زادٌ وآخرهُ ذخرُ