الموضوع: احكي يا تاريخ
عرض مشاركة واحدة
قديم منذ /06-01-2013, 06:36 PM   #51

 
الصورة الرمزية حاتم محمد دفع الله
مشرف

حاتم محمد دفع الله غير متواجد حالياً

 رقم العضوية : 11
 تاريخ التسجيل : Sep 2007
 المشاركات : 753

افتراضي

بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم و رحمة الله تعالى و بركاته
د. الطيب سعيد , موضوع (ذكريات من ابوفروع) من اجمل المواضيع التي زخرت بها منتديات ابوفروع و قد عاد بنا الى ذكريات الطفولة و ما ادراك ما ذكريات الطفولة.
تأتي لحظات الذكريات والحنين فجأة دون سابق إنذار.. فيسبح الإنسان في مواقف الطفولة ورأسه ينظر للأعلى بابتسامة صادقة وعيناه ترقرقان بدمعٍ خفيف وكأنه يستمتع بمشاهدة فيلم قصير ..
إن تلك الذكريات العابرة ما هي إلا جزء من الماضي الذي لا يمكن أن يعود يوماً، ذكريات مع أشخاص قد يكون فرّقهم الموت أو فرقتهم الدنيا بأسبابها وظروفها الصعبة ..
دائماً تكون أجمل الذكريات هي ذكريات الطفولة .. التي كانت تجمع بين سخرية الحياة من عقولنا الصغيرة وبين أحلامنا العريضة ..دائماً تعود بك الى حيث البراءة والي حيث الجمال في صفاءِ نفوس الأطفال و همومهم البسيطة...
مشاهد كثيرة .. في الحي والمدرسة ..في كل زاوية من زوايا عقلك وروحك وجسدك .. ارتباط وثيق بتلك المشاهد وتكوينها لشخصياتنا .. وتأثيرها العجيب في نفس كل إنسان حتى وإن يفتقر لجزء من إنسانيته الا أن ذكريات طفولته تُعيد إليه إنسانيتة التي افتقدها ..
تلك الذكريات بحلوها ومرّها للجميع هي ذات طعم واحد في مختلف الأجيال فلا للزمان ولا للمكان علاقة بلذتها ولكن بالتأكيد للعمر علاقة بسرها فكلما تقدم الإنسان بالعمر يكون لأيام الطفولة قيمة أكبر وشغف في استعادتها بل والبحث عن نفس أولئك الأشخاص الذين شاركوه تلك الأيام حتى يصبحوا كفرقة موسيقية محترفة يعزفون سمفونية راقية يستمتعون جميعهم بالإصغاء لها والغوص في تفاصيلها ..
إن ذكريات الطفولة مهما كانت صعبة أو مؤلمة بالنسبة لبعض الأشخاص إلا أن لها نكهة خاصة وشعوراً جميلاً عند استرجاعها لشريط الذاكرة، لها إلهام رائع في الإبداع ومقدرة غريبة على بعث الأمل في نفس الإنسان ..فبعد كل عودة لأيام الطفولة تجدك لا شعورياً تأخذ نفساً عميقاً يبث فيك الحياة من جديد ويجدد فيك النشاط للوصول لتلك الأحلام الطفولية الكبيرة ويأصل فيك الأمل الخارق والإيمان المطلق بأن كل ماهو صغير مع الجهد والعمل سيأتي اليوم الذي سيصبح فيه كبيراً .
---------------------------------------------

جزء من قصيدة انشودة الطفولة للشيخ عائض القرني

عققتُ الهوى إن لـم أَنُـحْ فيه مُعربـــا وجُـنّ جنـونـي كـلـمـا عن لـي الصّبـا
هَبِي لـي مـن تـحـنـان جـفـنـكِ دمـعـةً أبــلُّ بـهـا قـلـبــــاً عـلـيـكِ تـلـهـّـبـــــا
خذي من فؤادي قصةَ الحب وانسجي بأعصابِ جثماني ضريحـــاً مطـنـّـبـــا
أمــوتُ وأحـيـــا والمســـراتُ جـمـةٌ وأنتِ التـي سـددتِ سـهـمـــاً مصوّبــا
بقلبي قـامتْ كعبـةُ الحـسـن مثـلـمـــا يطوف غـرامـي حـولـهـا مـتـعـجـّـبــا
ألا رحـــم الله المحـبـيــــن لـيــتـنـي تلوتُ عليـهم سـورةَ الصبــر مسـهـبـا
يهيّجهم في ســـاعة البــيــن بــــارقٌ وكم شاركوا نوحـاً حمــامــاً مـطـرّبـا
خشوعاً كرهـبــان المـعــرّة أيـقـنــوا بأن سهـام اللحظ أمضى مـن الظـّـُـبــا
ألـذُّ الهــوى مــا لوّع القـلـب هـجـره ليهمي سحـاب الحب بالوصل صيـّـبـا
وعينــاكِ تـروي لي روايــةَ عــاشـقٍ وكم قلتِ لـي ما لـي أراك مصـوّبـا ؟
وآمـنــتُ أن الحـب أعـمـى فـزادنـي يقـيـنــاً بـــــأن أبـقـى محبــاً مـعـذّبـــا
أتيـت زمـانـي مـثـخـنَ الجـسـم دامياً أجـــاهـدُ قـلـبـــاً كـلـمـا صنـتُــه أبــى
وأسـتـحـلـفُ الأيـــامَ وهـي كـواذب ووعــداً ختـــولاً ما أغـــشَّ وأكـذبـــا
وأبصر في المـرآة شـيـخــاً مـعـمـمـاً وكــــان صبـيــاً كــالـفـرنــد مذهـّبـــا
يسـاومـُه عـن فـاحم الشـعـر أبـيـض ملح كوجه الصبح في الـعـيـن أشـْـيـَبا
بريئـاً كوجهِ الطفـل سـمـحـاً كـقـلـبـهِ تــمــرّس فـــي أهــوالــه وتــقـلـبــــا
===
ســلام عــلى عــهــد الـطـفــولــة إنه أشـــد ســرور القلـب طـفـلٌ إذا حـبــا
ويــــا بـسـمـةَ الأطـفـال أي قـصـيــدة تـوفِّـي جــلال الطهر ورداً ومشـربــا
فيـا رب بـارك بسـمة الطفل كي نرى عـلـى وجـهـه الرّيــان أهـلاً ومرحـبـاً
ويـــــا رب كـفـكـف دمعـه بـرعـايــة ولطـفـك بالجسـم الصـغـيــر إذا كـبـــا
وحبـّـبـــه للأجيـــال تحضــن طـهـرَه وتـقـبــس مـنـه الـطهـر عطراً مطيـبــا
ويــا رب في بـيـتـي عصـافيـر دوحة فـقـلبـي مـن خـوف الـفـراق تـشـعـبــا
أخــاف عـلـى عـش الـطـفـولـة جائراً يـرون بـه فـظّـــاً ووجـهـــاً مـقطـِّبــــا
وكـنـت أداري عنـهـم الضيـم جـاهـداً وأستـقــبـل الأحــداث نابـــاً ومخـلـبــا
تـجـرعت غـيـظـاً دونـهـم وأمضـّـنـي زمــــان فــألــقيــت الــمقــادة مجـنبــا
ولـولاهـم ما سـامـنـي الـدهـر خـطــة وشابهت في دفع الظّـُلامــة مـصـعـبــا
وأستمـهـل الـمـوت الـلـحوح مـخـافـة على صبيتي أن يرعوا الروض مجدبا
وكـم لـيــلـة أضنــى أنـيــن بكــائــهـم فؤادي أراعـي الليـل نجمــاً وكــوكبــا
ولـي مـن تـواقيـــع الـغـرام شـواهــد غــدت قبـلاً لو لاقـت الجـدب أعشـبــا
===









التعديل الأخير تم بواسطة حاتم محمد دفع الله ; 06-01-2013 الساعة 07:07 PM
  رد مع اقتباس