عرض مشاركة واحدة
قديم منذ /03-27-2012, 05:15 AM   #6

 
الصورة الرمزية حاتم محمد دفع الله
مشرف

حاتم محمد دفع الله غير متواجد حالياً

 رقم العضوية : 11
 تاريخ التسجيل : Sep 2007
 المشاركات : 753

افتراضي

بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم و رحمة الله تعالى و بركاته
الشكر للأخت كوثر على هذا الموضوع الذي ربما كشف القناع عن شئ من طبائع السيد عبدالسلام عبدالعزيز و الشكر له و للاخت هيفاء محمد يوسف على المشاركة في الموضوع والان لي مداخلة بسيطة ربما تكون فيها خروج عن الموضوع الاساسي المطروح للمناقشة و لكن ربما يكون فيها شئ من التحليل لشخصية الانسان الذي( لا يفرح و لا يحزن ) و هذا يذكرني قول المعري ( غير مجد في ملتي و اعتقادي **نوح باك و لا ترنم شاد/ و شبيه صوت النعي اذا قيس بصوت البشير في كل ناد) , و ربما يكون فيها رد لسؤالك عن تصرفات الرجل الشرقي هل هي قابلة للتغير ؟ قال الله الحكيم في محكم كتابه الكريم: ﴿لِكَيْلا تَأْسَوْا عَلَى مَا فَاتَكُمْ وَلا تَفْرَحُوا بِمَا آتَاكُمْ﴾(1).
:. الزهد بين كلمتين من القرآن
روي عن الإمام أمير المؤمنين سلام الله علي في تفسير هذه الآية المباركة أنّه قال: «الزهد كلّه بين كلمتين من القرآن. قال الله سبحانه: ﴿لِكَيْلا تَأْسَوْا عَلَى مَافَاتَكُمْ وَلا تَفْرَحُوا بِمَا آتَاكُمْ﴾ ومَن لم يأسَ على الماضي ولم يفرح بالآتي فقد أخذ الزهد بطرفيه»
(2).
فليس الزهد أن تمتنع عن الطعام والشراب أو التملك أو النكاح، بل حقيقة الزهد أن لا تأسى ولا تحزن على ما فاتك من ثروات وقدرات مهما كان نوعها، ولا تفرح بما أوتيت مثل ذلك.
وهذه من‍زلة لا يبلغها المرء بسهولة بل لابدّ له أوّلاً من تمرين متواصل وترويض مستمرّ باستحضار المعنى الذي تحمله الآية المباركة دائماً في مختلف القضايا والأحداث، حتى تصبح الحالة ملكة عنده. ولا شكّ أنّ الآية لا تعني عدم التأثّر مطلقا، فإنّ الإنسان بطبعه يحزن إذا فقد أيّ شيء، كما يفرح إذا أوتي خيراً سواء أكان مادياً أم معنوياً. إنما تنهى الآية عن الحالة التي تكشف عن عبودية النفس لتلك الأشياء، وتدعو الإنسان لتحرير نفسه من هذا الرق.التغيير ممكن
:. التغيير ممكن
إذا كان الإنسان مفطوراً على الحزن لفقد شيء ـ ولو قصيدة يحفظها عن ظهر قلب ثم فقَدها بنسيانها ـ وكذلك على الفرح لكسب شيء، وإن كان زوال نقصٍ ما، فكيف يستطيع الإنسان أن يغيّر نفسه بأن يجعلها لا تحزن على ما فاتها ولا تفرح بما أوتيت؟
صحيح أنّ التغيير صعب ولكنّه ممكن. ولئن قيل في المثل (الشعبي): «إنّ الطبع الذي في البدن لا يغيّره إلاّ الكفن» أي لا يتغيّر حتى الممات، فإنّ هذا إنما يصدق على الإنسان العامي، وليس على العالِم العاقل وصاحب الإرادة والوعي. هذا أوّلاً.
وثانياً ليس المقصود تغيير جذور الطبيعة والعنصر الثابت فيها، بل المقصود درجات الشدّة والضعف والآثار واللوازم التي تترتّب عليها. فنفوس الناس ميالة في الغالب للدعة والراحة،

نعم , يختلف الناس في سرعة التغيّر وشدّته. فبعض الطباع تتغيّر بسرعة فيما بعضها الآخر يتغيّر ببطء. وكلما استحضر الإنسان المنافع التي سيجنيها والمضارّ التي سيدفعها من التغيير، زاد من سرعة تغيّره.
وكما تختلف النفوس، فكذلك تختلف الغرائز والطباع في قوّتها وضعفها، فلقد أُثر أنّ «آخر ما يخرج من قلب المؤمن حب الجاه»، وهذا يعني أنّ حب الجاه من الطبائع الأصيلة والقويّة عند الإنسان.
وكذلك قد تختلف الأجواء والظروف وعوامل الوراثة والبيئة والتربية وغيرها. إلاّ أنّ الأمر المسلّم به أنّ أصل التغيير ممكن.

( منقول)
---------------
ختاما يبدو ان السيد /عبدالسلام عبدالعزيز قد أخذ الزهد بطرفيه









التعديل الأخير تم بواسطة حاتم محمد دفع الله ; 03-28-2012 الساعة 04:47 AM
  رد مع اقتباس