عرض مشاركة واحدة
قديم منذ /01-22-2012, 10:33 PM   #1

عضو مميز

الامين محمد البشير غير متواجد حالياً

 رقم العضوية : 193
 تاريخ التسجيل : Oct 2008
 المشاركات : 102

افتراضي



الاح /منعم الشوق لك والود بأثقل الاوزان والتحايا بقدر مانطق حلو السان مت الكلام

يراعك يتدفق دوماً منظومة من الآراء التى تنير دروب السالكين

أقول ما هي عوامل نجاح الغرب في تحقيق أهدافه عن طريق الحركات الإسلامية؟!
الحقيقة أن أكبر العوامل في نجاح الغرب قديماً وحديثاً في تحقيق أهدافه في بلاد المسلمين هو «عدمُ الوعي السياسي على مخططات الكفار عند جماهير الأمة»!!..
فهناك كثير من المسلمين عندهم الحبّ الكبير للإسلام والمسلمين، والرغبة في عودة تطبيق الإسلام إلى أرض الواقع، لكن ينقصهم الوعي السياسي والدراية في مكائد الدول الكافرة وأساليبها..؛ فقد استطاعت بريطانيا على سبيل المثال أن تخدع الشعب التركي المحبّ للإسلام، عن طريق إظهار المساعدة للسلطان عبد المجيد إبان ثورة مصطفى كمال ضد السلطان؛ مع أنها تريد خلع السلطان، وذلك عندما قامت باعتقال رجال الثورة في إستانبول والمناطق الريفية، ما أثار الشعب التركي ضد السلطان وجعله يتشكك فيه، ثم استطاعت بريطانيا بدهائها السياسي أن تصنع من مصطفى كمال أسطورةً عندما مهدّت الطريق لانتصاراته المصطنعة على اليونان، وعليها أحياناً في بعض المعارك!!
وما صنعته مع مصطفى كمال صنعته مع رجالات عديدة باسم الوطنية والدين في عهد الاستعمار الأول في بدايات القرن الماضي وأواسطه، وصنعته كذلك مع قيادات في العصر الحديث؛ فعززت عن طريقهم تثبيت كيان يهود وغرسه خنجراً مسموماً في صدر الأمة!!.
فلو كان عند الأمة بمجموعها وعيٌ سياسيٌ، هل كان بإمكان الكفار أن ينفذوا إلى هذه الجرائم الكبيرة؟! الحقيقة أنهم لا يستطيعون إلى ذلك سبيلاً...
وما حصل في السابق يحدث الآن عند أتباع بعض الجماعات الإسلامية، فهؤلاء الأتباع يكتفون من دينهم بالعبادات البدنية فقط في أغلبهم، مع أنهم يحبّون الإسلام وخدمة الإسلام، ويُضلّلون بأن السياسة والعمل السياسي ليس من الإسلام، ولا دخل للدين بالسياسة ولا للسياسة بالدين، وأن السياسة لها رجالها، وقد يصل الأمر في بعض الأحيان إلى تأثيم أو تكفير من يدخل المجال السياسي عند بعض الجماعات الإسلامية!!
لذلك فإنه من السهل على قادة بعض الحركات الإسلامية المرتبطين بالغرب أن يسوقوا أتباعهم إلى خدمة أهداف الكفار وهم لا يعلمون ولا يدركون ماذا يجري ؛ تماماً كما يجري في تركيا وفي باكستان وإيران بشكل بارز وظاهر أمام العيان..!
الأمر الثاني في تمكين الكفار من تسخير بعض المسلمين لخدمة أهدافهم هو عدم الوعي الفكري على أحكام الإسلام عند أتباع بعض الجماعات الإسلامية وهذا الجهل نحدده في أمور منها:
1- عدم الوعي على مسألة المفاصلة بين الكفر والإيمان في موضوع العقيدة. فعدم الوعي جعل أضاليل الكفار وبعض العملاء من المفكرين تأخذ طريقها بأريحيةٍ إلى عقول وقلوب المسلمين، ومن ثم البناء السياسي عليها وذلك كمسألة حوار الأديان، أو أن الإيمان بالله هو الإيمان الحقيقي عند الشعوب، وأخوة البشر لآدم عليه السلام؛ فمثل هذه الضلالات الفكرية جعلت الدول الكافرة تحارب المسلمين المخلصين من خلال القول: إن أي عمل يبرز مسألة الكفر والإيمان هو تطرّف، وإن ظاهرة التكفير والتخوين على أساس المفاصلة هو تشدد في غير محله، وإنه يجب أن يكون هناك حوار ولقاء بين الأديان الثلاثة، وإنه يجب أن يكون هناك إخاءٌ ومحبةٌ وتعاون بين الناس على أساس الإيمان بالله...
لذلك استطاع الكفار من خلال هذه الأفكار المغلوطة والمسمومة أن يؤسسوا جماعات على أساس فكرة الوسطية وحوار الأديان في داخل بلاد المسلمين وحتى في بلاد الغرب، واستطاعوا كذلك أن يُعلنوا الحرب على الجماعات المخلصة لدينها الواعية على عقيدتها تحت شعار محاربة التطرف الإسلامي أو الحرب على الإرهاب بشكل مفتوح كما تدعو له أميركا..
كذلك استطاعت من خلال المغالطة لهذا المفهوم أن ترسخ في أذهان الكثير من أبناء الجماعات الإسلامية أنه لا غضاضة في التعاون مع الكفر من أجل المصالح المشتركة لدرجة أوصل بعض الجماعات للولاء والعمالة تحت هذا الخط العريض..!!
2- عدم الوعي على مسألة شمولية الأحكام الشرعية لجميع مناحي الحياة، ومنها شؤون الحكم والسلطان والسياسة والاقتصاد. فهذا الأمر سهّل على الكفار أن ينفذوا من خلال بعض الجماعات للفصل ما بين الدين والسياسة، والاقتصار فقط على بعض النواحي التعبدية والأخلاقية، وبعض أمور العقيدة.. فأصبحت ترى وتسمع بعض الجماعات تقول: لا دخل للدين في السياسة، وتقول بأن الدين هو أمر للعبادة فقط ؛ أي لتعبيد الناس لربهم، وما دخل الاقتصاد أو الحكم أو غيره في الدين؟!
فمثل هذه الأمور استغلها الكفار في تسخير بعض الجماعات في مساندة الحاكم على اعتبار أنه ولي أمر، وأن الدين لا يتدخل في شؤونه، واستطاعوا كذلك عن طريق مثل هذه المفاهيم المغلوطة أن يحاربوا العمل المخلص في السياسة والاقتصاد والسعي لتغيير المجتمع أو الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر وخاصة للحكام... واستطاعوا في بعض المناطق أن يساندوا بعض الحكومات في الهند وباكستان في البرلمانات أو في شؤون سياسية أخرى وذلك بسبب جهل أتباع هذه الجماعات بحقيقة البرلمانات وطبيعة مساندتها للحكام العملاء للغرب!!..
وأمر آخر استطاع الكفار وعملاؤهم أن يجنوه عن طريق ترسيخ مثل هذه الأفكار عند بعض المسلمين؛ وهو السكوت على حكم الكفر وعدم العمل لخلع الحكام المتربعين على صدور الناس، بل والوقوف في وجه من يعمل لذلك، إما بصورة مباشرة أو غير مباشرة...
3- عدم الوعي في تحديد القضية المركزية عند المسلمين، والطريقة الشرعية للوصول إلى هذا الهدف العظيم... فإن هذه المسألة قد جعلت الكثير من أبناء المسلمين يدورون في حلقة مفرغة، ويستنفذون جهودهم في أمور يستطيع أعداء الدين أن يقتنصوها بسهولة، وأن يسخّروها في طرق شيطانية؛ مثل العمل على تسخير بعض الجماعات في دعم الحكومات الموجودة، على اعتبار أن هذه الحكومات أمرٌ شرعيٌّ ولا داعٍ لتغييرها، أو مثل تسخير بعض الجماعات عن طريق الأعمال الجهادية، واستنفاذ طاقتها ومخزونها في أعمال جهادية تصبّ في النهاية في كيانات وطنية أو قومية أو استقلالية انفصالية تخدم مشاريع الاستعمار، كما هو حال قضية فلسطين هذه الأيام!!..
فعدم تحديد القضية المركزية عند الأمة الإسلامية، وهي قضية استئناف الحياة الإسلامية، بإعادة حكم الإسلام (دولة الإسلام) جعل الكثير الكثيرَ من طاقات الأمة تذهب هباءً منثوراً، بل في خدمة مخططات الكفار في أغلب الأحيان!!..
أما عدم تحديد الطريقة الشرعية لمن فهم هذه القضية وآمن بها (قضية عودة الإسلام باستئناف الحياة الإسلامية) فإنه لا يقل خطورة عن الأول في إضاعة طاقات الأمة وتفريغ مخزونها الحيوي في أعمال لا تسمن ولا تغني من جوع..
فمن آمن بضرورة إعادة حكم الإسلام، وأقنع نفسه أن العمل لذلك هو عن طريق بعض القربات البدنية في العبادات والأخلاق وبعض العقائد؛ فهذا يخدم الاستعمار تماماً كما يخدمه من لا يؤمن بالقضية أصلاً، ويُفرغ طاقة الأمة في أمورٍ لا تفيد شيئاً في تغيير الواقع. وكذلك من آمن بهذه القضية واتبع سبيل العمل العسكري طريقاً لذلك دون وعي ولا بصيرة ولا عمل في قواعد الأمة من أجل إيصال الفكرة إليها وإيجاد الرأي العام المنبثق من الوعي العام على هذه الفكرة؛ فإن هذا العمل العسكري سرعان ما يعمل الكفار على قطف ثمرته، أو توجيهه قبل نهايته نحو طرق وعرة أو مدمرة تدمر طاقات الأمة.
وقد برزت مثل هذه الأعمال في مصر والجزائر وفي الأردن على وجه الخصوص، حيث اتبع بعضٌ من الجماعات المخلصة في مصر والجزائر العمل العسكري سبيلاً للوصول إلى حكم الإسلام، فكانت النتيجة أنهم لم يصلوا إلى شيء، واستطاع النظام الحاكم أن يستغل مثل هذه الأعمال في أشياء كثيرة، مثل تأليب الرأي العام على المسلمين من خلال قيام النظام بأعمال عسكرية وإلصاقها بالجماعات الإسلامية هناك.. مما أدى إلى تقوية النظام وكراهية المسلمين!.. أما في الأردن فإن مخالفة الجماعة لطريقة الإسلام في دخول البرلمانات وفي نفس الوقت تأييدها أو سكوتها على مشاريع الكفر تمرر عن طريق هذه البرلمانات جعلها في النهاية جزءاً من النظام وسنداً له وسائراً في أعماله الشريرة عن غير قصد ولا وعي ولا إدراك!
فماذا على الحركات الإسلامية أن تعمل لمواجهة هذه الهجمة الشرسة في حرب الإسلام على الصعيدين؛ الحرب على الإسلام بشكل عام، واستغلال بعض الحركات أو الأعمال الإسلامية بشكل خاص؟!








  رد مع اقتباس