منذ /01-10-2012, 10:24 AM
|
#1
|
عضو مميز
رقم العضوية :
259
|
تاريخ التسجيل :
Jan 2009
|
المشاركات :
373
|
|
اقيف ياززززززول!!!!
أقيف يازوووول
ونحن في بلاد المهجر كثيراُ ما ينادينا الإخوة العرب ب كلمة زول بعضهم مازحاً وآخر ساخرا ًومعلوم بالضرورة أن كلمة زول هي من صميم اللغة العربية ..إن كانوا يجهلون ذلك، فقد أورد ابن منظور في الجزء الثالث عشر من لسان العرب ص407 في فصل (الزاي)تحت كلمة زول قال :زول تعني الزوال ،الذهاب ،والاستحالة ،والاضمحلال ،زال يزول زوالاً وزويلا وزؤول ،و يقول ذو الرمة:
وبيضاء لاتنحاش منا وأمها إذا مار أتنا زيل منا زويلها،
وهو هنا يصف بيضة النعامة يعني أنها لاتنفر منهم بينما أمها إذا رأتهم هربت، وزال الشيء عن مكانه يزول زوالاً وزُلت عن مكاني أزول زوالاً ،وأزلت غيري إزالة كل ذلك عن اللحياني ...ويقول ابن الأعرابي ،الزول الحركة يقال رأيت شبحاً ثم زال أي تحرك ،وزال القوم عن مكانهم إذا حاصوا عنه وتنحوا،والزوال الذي يتحرك في مشيه كثيراً.وزال الُملك زوالاً،وزال زواله إذا دُعي له بإلاقامة،وأزال الله زواله يدعو له بالهلاك والبلاء وفي المنجد للغة والأعلام ، ورد أن الزول لغة تعني الخفيف الفطن الظريف يعجب من ظرفه وتعني أيضاً الجواد العجب يقال سير زول ، أي عجيب في سرعته وشتوة زولة أي عجيبة في بردها وشدتها ...جمع المذكر منها أزوال والمؤنث زولة ويطول بنا الشرح عن عبارة زول فقد ذكر صاحب كتاب العربية في السودان الشيخ عبد الله عبد الرحمن الضرير ، قال الزول في لغتنا تعني الإنسان كأن تقول لاقيت زول مابعرفه جاني زول قبل كدا ماشفتو أهـ .
سئل أحد علماء الحجاز عن من هم اقرب الشعوب العربية تحدثاً با للغة العربية ؟ فقال: أهل السودان...والزول عندنا ، بتسكين الواو لهجة ألفناها وتعارفنا عليها كسودانيين توارثناها جيل بعد جيل فقد عُرف بها إنسان السودان بمختلف طبقاته الاجتماعية ،برغم تفاوت وتباين اللهجات واختلافها بين قبائل السودان المتعددة ،فقد تمازج بها الصنوان الحزن والسعادة لتصبح جزء من الهوية السودانية مثلها مثل الثوب السوداني للمرأة والعمامة للرجل السوداني وإن شاركتنا بعض الدول في لبسهما وهي أيضا من أصل عربي فقد قيل العمائم تيجان العرب،فما ذكرت عبارة زول إلا وعرف بان المخاطب سوداني وتأكيداً لخاصيتها فنحن نتخاطب بها عند التعريف والتنية والسؤال والإرشاد ...شايف الزول داك...تعال يازول أقيف يازول...الزول دا قال شنو... الى آخر مايقتضيه سياق الحديث بتعبير ألأخوة القانونين .كما نتعامل بها في أشعارنا العامية والغنائية فهاهو خليل فرح يتسأل فيقول :
مجلسك مفهوم شوفو رايق
عدو ناقص زول ولا تام،
أما زول العبادي فقد فات الكبار والقدرو ،ولعل ناس عبد الله قد وجدوا له العذر في عدم حضوره العيد معهم في مجالس انسهم وسمرهم في ذلك الزمان الندي يقول العبادي :
الزول السمح فات الكبار والقدرو كان شافوة ناس عبد الله كانوا يعزرو
السبب الحماني العيد هناك أحضررو درديق الشبيكي البنتو فوق صدرو
اما الشاعر عتيق فما كانت خدمة الاوطان والبر بها فرض كفاية في قاموس حياته بل إيمان مطلق وواجب مفروض على كل زول يحمل الهوية السودانية فيقول:
أخير الزول يكون للمكرمات سلطان
يؤمن بي رسالتو وخدمة الأوطان
وقد تمور في النفس خواطر تغور في ثنايا القلب والوجدان تنكأ جراح القلب لتعلم مكامن النفس فيما تبطن وما تظهر حتى تستجلي معالم الأشياء ويتجسد لنا ذلك في هذه الأبيات :
الزول إن أباك ياقلبي يقن منو
باطنومعاك تقيل ساكت يفر بي سنو
الضحك البعد غلط النفوس كيفنو
كم لله من دفن الجنا وفات منو
زولك إن أباك من غير سبب لاتسكو
وأمسح إسمو من خارطة حياتك وحكو
جامل للبجاملك والبزكيك زكو
ود البودك والبدكك دكو
ولعلنا نجد عكس هذا الفهم عند شاعر آخر يذكي الشئ نبضاً وروحاً نفساً وأريجاُ عبر ومضات الفرح ومشاعر الصدق والإخلاص فيقول :
الزول الصديق بي اسمو ماهو صديقك لكين الصديق الشاركك في ضيقك
في كل المحن تلقاه ديمه رفيقك الناس تتوهم تقول دا أخوك شقيقك
اما حينما تأتينا عبارة زول من الشمال وهي مدوذنة على أنغام طمبور النعام آدم هي بلاشك تحمل بين طياتها وجوانحها ملامح الانسان السواني الوسيم الهادي ذي الطباع الرقيقة والأحاسيس والمشاعر المرهفة لنستمع للنعام آدم وهو يردد:
الزول الوسيم في طبعو دايماً هادي من أوصافو قول اطربني هات ياشادي
وقد تأتينا عبارة زول هذه المرة على صهوة خيل أهلنا في غرب السودان مضمخة بعبق التبلدي والهشاب ليقول حاديهم :
زولاً سرب سربا وخلى الجبال غربا
ويترنم بلبل الغرب الفنان عبد الرحمن عبد الله فيقول:
اتمنى يوم زولي القبيل يقطع معاي دربا عديل
مشوار عمر مشوار طويل نمشيه في درب القويز في كردفان
أماعلى شواطئ الثغر الحبيب وعلى تلال البحر الأحمر وفي جلسة فرايحية، فلها طعم أخر ونكهة متفردة كطعم القهوة أو الجبنة كما نسميها ويأتي هذة المرة في شكل عتاب ذلك عندما يتنكر المحب لمن أحب والهوى لمن هوى وعندما تتحجر المشاعر وتتبلد الحواس وتتجمد العواطف خاصة إذا كان المغني في قامة مصطفى سيد أحمد الذي يحلق بنا في سماوات العشق والجمال فيقول :
غدار دموعك مابتفيد في زول حواسو اتحجرت
جرب معاك كل السبل ايدية ليك ماقصرت
رحم الله مصطفى سيد أحمد فقد كان بصمة متميزة في خارطة الغناء السوداني ورغم لا تخطئه عين.
وايضا نعيش الحظة ونتبتل في محاريب الجمال عندما نكون في حضرة ودا لامين وهو يشدو ب قلنا ماممكن تسافر دعنا نستمع وهو في حضرة من يهوى معاتباً للذي يريد أن يسافر دون علم من يحب وهو يردد: لو تسافر دون رضانا بنشقى نحن الدهر كلو ومابنشوف في الدنيا متعة وأي زول غيرك نملو.
وهنالك بعض المواقف التي تترك بصماتها في حياة الإنسان وتبقى نقوشها على جدار الذاكرة يتغنى بها الركبان هذا ماجسده لنا الفنان علي إبراهيم اللحو في ذلك المقطع القائل
كل زول في عمره غلطة تبقى محفوره في جبينه.
ويطو ل بنا الاستطراد لو حاولنا أن نبحر في محيط الاغاني التي وردت فيها عبارة زول فلما سمحت لنا إدارة المنتدى بنشر هذة الثرثرة. لا نها بالتأكيد ستأخذ حيز كل المشاركين ،لذلك نكتفي بهذا القدر.
وإذا تخطينا الأغاني والأشعار السودانية نجد ان عبارة زول قد تخطت الحاجز الجغرافي للوطن وتنقلت وبدون جواز سفر أوتأشيرة دخول لتبقى مع كل سوداني أرخى عصا الترحال في أي بقعة حل بها.
هذة العبارة مع حلاوتها وطلاوتها ونكهتها المميزة وحسها الموسيقي المميز من الفم السوداني نسمعها نشازاً ونستنكرها ونستهجنها بل ونشتم منها رائحة النكرة والمجهول عندما يتفوه بها شخص غير سوداني خاصة على امتداد الوطن العربي ، لا ادري ربما لافتعالها أو نطقها غير المألوف لدى الغير أو ربما لإدخال بعض الألفاظ غير السودانية معها لتأتيك كالنغم المشروخ مثل إيش بك يازول؟ او شو بدك يازول أو قعمز يازول وقعمز عند الإخوة الليبيين تعني أجلس وكما تميز السوداني بعبارة زول أيضا هنالك بعض العبارات التي تميز بعض الاخوة العرب مثل (زلمي ) عند الإخوة السورين(وقدع)عند الإخوة المصرين ورفيق أو صديق عند عموم أهل شرق آسيا وحتى نلتقي في سياحة أخرى ....أقيف .................يازوووووووووووووووووووووووووووووو ووووووووووول مع تحيات زول .........................................
hrdt dh......,g!!!!
|
|
|