لا يشك عاقل في أن للمرأة دور عظيم في إصلاح المجتمع الذي
تعيش فيه فهي قادرة على تغييره من السيئ إلى الحسن ومن
الانغلاق إلى الانفتاح ومن التخلف إلى التقدم والمتأمل في واقع
المجتمعات المتصفح لوقائع التاريخ خلال الحضارات المتعاقبة
المدقق النظر في أسباب النهضة أو الركود لدى الشعوب والأمم
يجد الكثير من الأمثلة التي تؤيد القول بأن مكانة المرأة وموقعها
داخل البنية المجتمعية التي تحتضنها بدءا من الأسرة ووصولا إلى
مختلف الخلايا المشكلة لنسيج المجتمع ونظرة هذا الأخير للمرأة
كان له بالغ الأثر في مدى ازدهار ونماء الحضارات أو تخلفها
وتقهقرها إن النظر بموضوعية لهذه المسألة يبين أن تبوأ المرأة
مواقع متقدمة في مجتمعها وممارستها لنشاطاتها ووظائفها
المختلفة في الحياة العامة بنواحيها ومجالاتها المتعددة كالتربوية
والاجتماعية والثقافية والاقتصادية والسياسية سبب رئيس في
رفعة المجتمع الذي يقبل ويسمح للمرأة بهذه الحرية في الفكر
والتحرك وعلى العكس تماما فان تخلف المرأة عن ركب بناة
المجتمع وغيابها الاختياري أو القصري عن مسرح أحداثه
وتعطيلها عن القيام بدورها كاملا غير منقوص أو مجزئ وإبعادها
أو ابتعادها عن القيام بمهامها في الحياة العامة وصرفها أو
انصرافها للتخصص بأداء المهام المنزلية فحسب ينعكس سلبا لا
محالة على رقي المجتمع وازدهاره وعلى بلوغه ذروة حضارته
وللحديث بقية