تموت الذرى
أأرثيك ما يجدي الغداة رثائيا
وابكي اسى ماذا يفيد بكائيا
وما خطبك الدامي بخطب وانما
دعائم صرح قد هوى متداعيا
اقول له لما مضى غير عابئ
بزفرة مفجوع تذيب المآقيا
حنانك يا محجوب غادرت
اكبدا مقرحة ما هكذا كنت قاسيا
فانك ما عودتنا غير رقة نعمنا
بها شطرا من الدهر غاليا
تترك دنيا كنت انت قوامها
وتسلو فؤادا لم يكن عنك ساليا
وعالمها المفجوع كيف تركته
يضمضم جرحا كان جراه شاكيا
فمنذ الذي يجثو على الارض يحتوي
كسيحا ومن يحنو على من جاء حابيا
سعيت اليهم والظلام يجنهم
فأيقظت آمالا لهم وامانيا
فعادوا كأن الفجر حط رحاله
لديهم وان الليل ما عدا داجيا
لمست شجونا قيدت من خطاهم
فهب وشيكا كل من كان جاثيا
سعوا بغير اقدام تقود وابصروا
بغير عيون شد ما كنت حانيا
ارى طالع الاوطان كالناس منهم
المحظي ومن امسى له الدهر جافيا
كذلك بلادي كلما ذر شارق من الافق
لم يعدم من الارض راميا
تموت الذرى فيها وتحيا
بلاقع تموج باشباح عمرن الفيافيا
فكم من هلال راح قبل تمامه
فلم يكتمل بدرا يجوب الدياجيا
سلام على عبدالحفيظ مشيعا
الى جنة الخلد مرضيا عليه وراضيا
هذه القصيده الرائعة كتبها الشاعر المرهف
الراحل الهادي ادم في رحيل المبدع المقيم
محجوب عبدالحفيظ عليهم رحمة الله