عرض مشاركة واحدة
قديم منذ /07-14-2011, 07:39 AM   #3

• مجلس الإدارة

صديق عبدالرازق (قدمونا) غير متواجد حالياً

 رقم العضوية : 55
 تاريخ التسجيل : Dec 2007
 المكان : ابوفروع
 المشاركات : 1,340

افتراضي

وعلى الرغم من أن الحواريين كانوا يدعون إلى دين المسيح عليه السلام وهم مطاردون من قبل الرومان الذين كانوا يحكمون معظم البلاد التي ذهبوا إليها إلا أن عدد الذين أمنوا بالدين الجديد بدأ بالتزايد بشكل ملفت للنظر. ولقد ربط الله سبحانه وتعالى على قلوب من آمن من الأمم بالدين الجديد فلم يتمكن الرومان وغيرهم من صدهم عن دينهم رغم تعرضهم لمختلف أشكال العذاب والقتل. ولقد أكرم الله سبحانه وتعالى الحوارييين الأثني عشر بالشهادة في سبيله فقتلوا من قبل أعدائهم من الرومان واليهود بطرق شتى كان أكثرها من خلال الصلب فتحقق بذلك وعد المسيح لهم حيث جاء في إنجيل متى ما نصه "38وَمَنْ لاَ يَأْخُذُ صَلِيبَهُ وَيَتْبَعُني فَلاَ يَسْتَحِقُّنِي." وحمل الصليب هو كناية عن استعداد الشخص للإستشهاد في سبيل دينه. وقد استمر اضطهاد المسيحيين لمدة ثلاثمائة عام تقريبا إلا أن آمن بالمسيحية الإمبراطور قسطنطين وأصبحت المسيحية الديانة الرسمية للإمبراطورية الرومانية. ومع هذا لم يتوقف اضطهاد المسيحيين من قبل أمم أخرى فقد قام الملك الحميري اليهودي ذو نواس في عام 525م بإحراق آلاف المسيحيين في داخل أخدود في منطقة نجران جنوب السعودية بعد أن رفضوا التخلي عن ديانتهم والعودة إلى ديانتهم السابقة وهي اليهودية فقال عز من قائل عنهم "قُتِلَ أَصْحَابُ الْأُخْدُودِ (4) النَّارِ ذَاتِ الْوَقُودِ (5) إِذْ هُمْ عَلَيْهَا قُعُودٌ (6) وَهُمْ عَلَى مَا يَفْعَلُونَ بِالْمُؤْمِنِينَ شُهُودٌ (7) وَمَا نَقَمُوا مِنْهُمْ إِلَّا أَنْ يُؤْمِنُوا بِاللَّهِ الْعَزِيزِ الْحَمِيدِ (8)" البروج. لقد لاقى الحواريون وأتباعهم شتى أصناف العذاب رغم أنهم كانوا يدعون إلى الدين الجديد بطريقة سلمية ولم يحملوا السلاح أبدا في وجه أعدائهم كما أرشدهم إلى ذلك المسيح عليه السلام وكما أكد على ذلك القرآن الكريم وذلك في قوله تعالى "ثُمَّ قَفَّيْنَا عَلَى آثَارِهِمْ بِرُسُلِنَا وَقَفَّيْنَا بِعِيسَى بْنِ مَرْيَمَ وَآتَيْنَاهُ الْإِنْجِيلَ وَجَعَلْنَا فِي قُلُوبِ الَّذِينَ اتَّبَعُوهُ رَأْفَةً وَرَحْمَةً وَرَهْبَانِيَّةً ابْتَدَعُوهَا مَا كَتَبْنَاهَا عَلَيْهِمْ إِلَّا ابْتِغَاءَ رِضْوَانِ اللَّهِ فَمَا رَعَوْهَا حَقَّ رِعَايَتِهَا فَآتَيْنَا الَّذِينَ آمَنُوا مِنْهُمْ أَجْرَهُمْ وَكَثِيرٌ مِنْهُمْ فَاسِقُونَ (27)". ومن معجزات رسولنا الكريم صلى الله عليه وسلم أنه ذكر أصناف العذاب الذي تعرض له أتباع المسيح عليه السلام فقد جاء في أحد الأحاديث ما نصه: اشتكى سيدنا خباب بن الأرث رضي الله عنه لرسول الله صلى الله عليه وسلم مما يلقونه من الأذى فاحمر وجه رسول الله من الغضب وقال له صلى الله عليه وسلم:
"إنه كان فيمن قبلكم من يمشطون بأمشاط من حديد فيما بين لحمه وعظمه فلا يصده ذلك عن دينه، ومنهم ينشر حتى ينفلق إلى شقين لا يصده ذلك عن دينه وليتمن الله هذا الأمر ولكنكم قوم تستعجلون". وما غضب رسول الله صلى الله عليه وسلم إلا لعلمه علم اليقين وذلك بوحي من الله عز وجل حجم المعاناة التي عاناها أتباع المسيح عليه السلام على مدى ما يزيد عن ثلاثمائة سنة استشهد خلالها ملايين الدعاة منهم تحت مختلف أشكال التعذيب وما صدهم ذلك عن دينهم.








  رد مع اقتباس