سلام د. ابوذر
التقيت البروف في دروب العمل المصرفي من خلال شقيقه الزميل والاخ/ عصام عبدالرحيم عندما كنت يافعاً ومدفوعا بحماس بأن حل مشاكل فقرنا يكمن في الصيرفة وأدوات التمويل الإسلامية.. وهيأ لي الله أنذاك بأن اكون أحد اعضاء فريق يتكون من خمسة أشخاص يقوم بتحرير مجلة تسمى "المقتصد" وقد كانت المجلة الوحيدة بالسودان المتخصصة في الصيرفة الإسلامية وقد كان للبروف صولات وجولات فكرية في الصحافة كناشط أكاديمي وممارس مصرفي وكان يحرص دوما على مشاركتنا بموضوعات في أعداد هذه المجلة.... كما أذكر ايضا بانك شاركتنا في أحد أعداد هذه المجلة بموضوع عن "الهندسة المالية" وارجو تصويبي إن خانتني الذاكرة.... وقد اضاف لأحزاني بأن هذا البروف الذي أثار حماسنا ذات يوم بانه خارج السودان ايضا لتهنأ به سلطنة عمان وتكسب ويخسر السودان دوما كالعادة.
وإذا **جوزت لنفسي الحديث** من خلال ممارسة أستمرت زهاء الأربع سنوات في هذا المجال فإنني أتفق تماما بأنها لم تسهم في دفع وتغيير واقع الناس الإقتصادي بل فشلت في السودان وذلك لإختطاف السياسة لها ولعقم إجتهادات العلماء في مواجهة عالم جديد يطرح كل يوم متغيرات كثيرة لا سابق لها في عهد الأئمة الفقهاء الأربعة وبالرغم من وجود الحكمة الخالدة "إنما هى أمور دنياكم وأنتم أعلم بها" فضلا عن خوفهم من الاختلاف والذي هو قائم وحادث لا محالة.
المال لا دين له.. والفقراء في عالم اليوم لا مخارج لهم سوى البنوك ..فالحياة تمتحنهم كل يوم في ضرورياتهم إن لم تكن في كمالياتهم أو تمويل مشاريعهم الإنتاجية الصغيرة... والاستدانة أو الدعم أو التمويل من الناس والأقرباء في حال توفرت لهم فوائض مالية وسخوا بمنحها حتى وإن سلمت النوايا فربما لا تخلو من الملاحقة بالمن والأذي.
والغربيين إذا أقتنعوا بها تماماً كفكرة جالبة للمنافع لهم فإنني لا أشك مطلقا في أنهم سيعملون على إنجاحها وإنضاجها وبل وسيجعلونها عالمية وسنقوم نحن بإستيرادها منهم ...لاننا عاجزون وفاشلون ومختلفون.
ودونك فكرة وتجربة محمد يونس الخاصة في منح القروض الصغيرة في دولة نامية مثل بنغلاديش فقد نجحت تجربته ايضا في الدول المتقدمة وربما تم تعميمها الآن في العالم اجمع. فالرجل قد عمل على مدار الثلاثين عاما ع مكافحة الفقر في بنجلاديش من خلال مصرف غرامين ونجح في تغيير وجه الحياة فيها لذلك استحق جائزة نوبل عن جدارة والتى منحت له قبل خمسة أعوام تقريبا
وخلص بمقولته التالية: (( ليس الناس فقراء لأنهم كسالى أو أغبياء ... الناس فقراء لعدم وجود بنية مالية لمساعدتهم.. الفقر مشكلة هيكلية وليست شخصية)).... فتأمل
تأسيسا على ما سبق فإنني أزعم وأتوقع لها النجاح الأكبر في الغرب إذا تبناها بأي نسخة كانت لإستحالة توحيد أمر القائمين على المصارف الإسلامية في الدول الإسلامية وحتى إن توحدت تظل هنالك العقبات السياسية
فنحن ما زال حق الحصول على إئتمان ليس من ضمن الحقوق الاساسية للفرد.