عرض مشاركة واحدة
قديم منذ /04-25-2011, 07:11 AM   #1

عضو مميز

أبوذر جلي غير متواجد حالياً

 رقم العضوية : 92
 تاريخ التسجيل : Feb 2008
 المكان : السودان - ابوفروع
 المشاركات : 474

افتراضي الشواهد تنفي عن السودانيين صفة الكسل


أخي الكريم محمد الهادي شكرا على مرورك وابتدارك النقاش في هذا الموضوع وشكرا لكلماتك الطيبات. وشكرا للإخوة صديق وعبد السلام وهالة على المداخلات القيمة. والتي حاولوا فيها عكس بعض الآراء والأسباب لهذا التهجم من وجهة نظرهم المعتبرة. ولكني قد أختلف معهم بعض الشيء في أن كثير من نظرة العالم السالبة عنا تكمن في أننا نعاني من إعلام ضعيف وتسويق أضعف لشخصيتنا السودانية. والكلام هذا ليس من عندي ولكن اسمحوا لي أن احكي لكم لقاء في مطعم بأمريكا جمعني ببحار أمريكي كان يعمل في اليونان وجدني جالسا في ذلك المطعم وجاء هو بعدي مصرا ومستأذنا في الجلوس إلي طاولتي تقديرا لشعب السودان كما قال وبدأ يحكي لي حكاية انقطاعه في ميناء بور تسودان لعدة أشهر وكيف أمضاها وسط شعب حسب تعبيره لا أزيد فيه حرف " لا يوجد له مثيل على وجه الأرض" وهو(أي البحار) الذي مر وعايش الكثير من أمم الأرض وخالطهم. ولكنه شن هجوما عنيفا على الإعلام السوداني بكل مكوناته لفشله في توصيل هذا الوجه المشرق للشعب السوداني وتعريف العالم به.
وأقول هذا وفي مخيلتي انجازات السودان والسودانيين (داخليا وخارجيا) وفشل إعلامنا التام في التعريف بذلك ألا ترون كيف أن معظم مواردنا في كل القنوات الإعلامية تنصب على الغناء الجديد أو القديم والمستنسخ واجتراره ابتداء من الأشبال ونجوم الغد ونجوم بعد الغد والشباب والجيل الذهبي وهلم جرا. ونسينا أن مهمة الإعلام هي توصيل وعكس مجمل حضارة الشعوب ومكامن قوتها.
ومع مكارم الأخلاق التي حبا الله بها الشعب السوداني من نجدة وهمة وكرم فائق واشتراكية إسلامية لا توجد إلا في مخيلة بعض الشعوب وكلها تتنافى تماما من قريب وبعيد مع صفة الكسل التي يريد البعض (حسدا من عند أنفسهم) إلصاقها بهذا الشعب الهمام.
ولا أريد أن استرسل في تمجيد أنفسنا فالكمال لله ولكن حسب قوانين النسبية فان حظنا من النشاط والانجاز عالي قياسا لبقية شعوب الأرض. وعودة لمداخلة الأخ صديق حول تصدي بعض ذوي الضمائر الحية مثل الكاتب السعودي في جريدة عكاظ فإنما دفعهم لذلك معايشتهم للسودانيين ومعرفتهم بأخلاقهم. وكوننا لا نستطيع استغلال 200 مليون فدان صالحة للزراعة لا تدل على كسلنا وإنما تدين من يهاجم كسلنا من العرب لتقاعس وجبن رأسمالهم من الولوج معنا في تمويل ما ننفع به أنفسنا وننفعهم معنا بما نوفره من تامين غذائي. إذ أن الزراعة وخلافا لما هو شائع من أكثر الاستثمارات مخاطر وإذا صاحب ذلك قلة إمكانيات أو محدودية فيها صار الخطر أكبرا ولذلك ترون دائما أن المنظمات الدولية مثل البنك الدولي وصندوق النقد الدولي هي التي تتولى ذلك ولكن نظرا للعلاقات المتوترة من قديم مع السودان لا تقدم لن هذه المنظمات العون المطلوب والمستحق مثلنا مثل بقية الدول. أما المنظمات الشقيقة والصديقة والجارة فحدث ولا حرج.
أما كون أن لدينا 6 مليون مهاجر فالهجرة لطلب الرزق منصوص عليها حتى في القران " فسيحوا في الأرض ففي الأرض مراغما كثيرا وسعة من الرزق". وهذا الاغتراب بهذا العدد ينفي عنا صفة الكسل تماما خاصة وكما قالت الأخت هالة إننا في الغربة لا نفرط في عملنا ولو كنا في حقيقة الأمر كسالى للازمتنا هذا الصفة حلا وتر حالا ولو كان كسلنا حقيقة لما تمسك بنا الآخرون خارج السودان ولا شيء يجبرهم على ذلك خاصة وأمامهم شعوب الأرض قاطبة ليختاروا من بينها، فوا عجبا لو كان من بين مواصفات الاختيار الكسل. وإنما تدل هجرتنا على تماشينا مع طبيعة البشر في البحث عن الأفضل واستعدادنا لترك الديار لكسب العيش الأفضل. وان كنا كسالى لم نفكر في غربة ولقنعنا بزراعة بعض سيقان الذرة حول القرى وصنعنا منها شرابا تختلف أشكاله وتختلف مكوناته وعشنا عليه وكفينا أنفسنا شر المهاجر ووعورة المسالك.
ولا احسب أن ما أقوله يجانب الحقيقة فقد حبا الله السودان والسودانيين بمكارم أخلاق ونبل طباع قل ما نجدها في شعوب الارض الأخرى فقد ورثنا أخلاق أجدادنا المسلمين والعرب من كرم وشجاعة وإباء قل نظيره وورثنا من أصلنا الإفريقي الهمة والسرعة والإقدام ومغالبة الظروف الصعبة. حفظ الله شعب السودان وأسبغ عليه نعمه ظاهرا وباطنا.



hga,hi] jktd uk hgs,]hkddk wtm hg;sg








  رد مع اقتباس