ومن جانب آخر يأتي لنا الفنان أبوعركي بعمل فني آخر وقد
وجدناه قد سكب فيه جهداً موسيقياً مقدراً ، وقد كتب النص
الشاعر الشامخ المتألق (هاشم صديق) وقد كانت الأغنية تحمل
عنوان ( كل البنات أمونه) ، وهي موضوع جديد ، وفكرة
تحكي قصة مشوار وتعكس لمحات من معاناة ظل الشاعر
يتحدث عنها من خلال مفردات قصيدته التي أبدع أبوعركي
في يوضحها لنا لكي ترسخ في خيالاتنا تماماً وقد قام بتركيب
إيقاع الدليب عالي التطريب لها ، للدرجة تجبرنا أن نعيش مع
مضمونها بيتاً بيتاً ، ومقطعاً مقطعاً ، وهي تقول:-
كل البنات 000أمونه ياخرطوم
معاي ساعة أفتح الدكان
معاي ساعة الدرب بالليل
معاي في البص00علي أم درمان
وفي الكوبري الكبير000في الليل
أعاين في البحر00مهموم
ألاقي وجيها000شاقي النيل
وفي ساعة التعب والخوف
تشيل خطواتي00وأمشي عديل
وتستمر الأغنية وتتجه في مسار آخر بعد أن يقطع البص كوبري
النيل الأبيض العرق لنري من خلاله وعلي مد البصر ذلك المشهد
التاريخي الفريد (مقرن النيلين) الأزرق والأبيض في الخرطوم
حيث ظل هذا الملتقي مصدراً لوحي أشعارالعديد من الشعراء
والأدباء والزوار الأجانب وقد كان الرئيس الجزائري الأسبق
الراحل( هواري بومدين) عند زيارته للخرطوم في منتصف
سبعينيات القرن الماضي لحضور جلسات مؤتمر القمة الأفريقي
كان يصحو من النوم مبكراً ويتسلل إلي خارج (هيلتون الخرطوم)
ليتمشي علي رجليه حتي مقرن النيلين ليستنشق هواءً نقياً
وليمتع نظره ويشبع مشاعره بهذا المشهد العجيب حيث ذكر
بأن إلتقاء النيليلن بالخرطوم يعتبر من أكثر المناظر التي
أعجب بها ( يرحمه الله)0
وهنا تقول كلمات الأغنية بعد عبور البص الذي يحمل
(ست البنات أمونه) للكوبري :-
دحين خاتي 00أكان يا يُمه
صبحت نفسي ساعة الكتمه
من ضيق الزمن000والناس
وألقي دمي يفور
تمد إيدينا 00تمسح
في العصب والراس
أمانه كلاما00كان رفرف
وكت ساعة الدرس00ياخوي
يطير قلمي
ويزغرد سنـُّو في الكراس