الموضوع: الإنقياد للحق
عرض مشاركة واحدة
قديم منذ /03-28-2010, 12:52 PM   #1

عضو مميز

مرتضي ود الشام غير متواجد حالياً

 رقم العضوية : 338
 تاريخ التسجيل : May 2009
 المكان : السعودية الرياض
 المشاركات : 601

افتراضي الإنقياد للحق



أهل الإيمان والتقوى فإن من أظهر صفاتهم القَبُولَ بالحق، والاحْتِفَاء به، والانقياد له، والدعوة إليه، ولِذَا فهم أعقل الخلق، وأحكم الناس، وأبصر العباد بأسباب السعادة وأبواب الظَّفَر وأسرار التوفيق؛ لأن الحكمة ضالّة المؤمن أينما وجدها التقطها، ولأن في التجافي عن ردّ الحق سلامةً من مشاركه الضالّين المكذّبين بآيات الله عزّ وجلّ ورسله في أَوْزَار ضلالهم وأَوْضَار تكذيبهم وعاقبة استكبارهم وعلوّهم في الأرض بغير الحق، وتراهم من أجل ذلك قد وطّنوا أنفسهم على قَبُول الحق ممن أُجْرِيَ على لسانه، لا يستثنون صَبِيًّا أو جاهلاً أو عدوًّا، كما قرّره القاضي عياض وغيره من أهل العلم، بل إن من كريم مناقبهم وحُلْوِ شمائلهم أنّ أحدهم إذا ناظَرَ غيره أو ناقشه دعا له بظهر الغيب أنْ يُثَبَّتَ ويُسَدّد ويوفّق للصواب، وأن يُظْهِرَ اللهُ الحقَّ على لسانه، ومن ذلك قول الإمام الشافعي رحمه الله: "ما ناظرتُ أحدًا إلا أحببتُ أن يُظْهِرَ اللهُ الحقَّ على لسانه"، فهو يترفّق بأخيه غاية الترفّق، ويغضّ من صوته، ويحفظ لسانه ويده، فلا يقدح في دينه، ولا ينال من عِرْضه، ولا يؤذيه بأي جارحة من جوارحه، مُسْتَحْضِرًا في ذلك قول نبي الرحمة والهدى في الحديث الذي أخرجه الإمام أحمد في مسنده بإسناد صحيح عن عبد الله بن مسعود –رضي الله عنه- أنه صلوات الله وسلامه عليه قال: ((ليس المؤمن بالطعَّان ولا اللعَّان ولا الفاحِش ولا البذِيء)).



hgYkrdh] ggpr








  رد مع اقتباس