[align=right]بعد سلارا رحلنا كواليب. فى كواليب ما حصل حاجة مهمة اولاً ناس عريانين نكسيهم ونديهم وفى كل قرية من قراهم عندنا ناس لكن ما كان عندى امكانات افعل معاهم كما فعلت فى الجبال. قروش مافى، هدوم مافى ما لقيت واحد يساعدنى. بعد الكواليب ركزت فى الدلنج مكثت سنتين اشتغل واعلم وبعدين خطر ببالى ان اروح للدينكا. قبل الدينكا مشيت كادوقلى لكن العمل ما كان شديد زى جهة الدلنج لقلة ذات اليد وقلة من يعاونى. اذهب للجبال آتيهم لا اله الا الله .. القى فلاتى اقول ليه بديك ماهية قرى الناس ديل. القى برقاوى اقول ليه قريهم اقعد معاهم. فما كان يعنى عملى هناك ناضج ومحقق زى الجهة ديك لانى قمت وقوتى ضعيفة وما معاى رجال يعاونونى فما قدرت اعمل زى ما عملت فى جبال النوبة. الهيئة الموجودة فى الابيض ما تستطيع ادت بعض الشئ وما حبيت ازنق عليهم واكتر الطلب. هم ما يستطيعوا يسافروا معاى ناس اهل دكاكين وتجار ما يسافروا. الناس الاسلمو اولاً مذاكراتنا معاهم ما كانت كتيرة حتى ندخل يشاشة الايمان فى قلوبهم، ثم هم اعاجم الكلام الكتير ذاتو ما بيفهموه لكن وقع فى نفسهم انو الراجل ده جه من بلدو وجانا هنا والدين بتاعو كويس دين الجلابة. شايفين الجلابة نضيفين والدين كويس ندخلو. وبعدين بشوفو نحن بنكسى ونعمل فوايد وندى الرغيف وندى التمر وندى القروش. دى على دى خلتهم يميلو لينا.
الغريبة الكجرة وافقونى جداً واسلم كتير منهم ونحن احسنا ليهم وصاروا دعاة يدعوا لينا. واحد فيهم اسمو اسماعيل ده اسمو سلطان الكجرة فى جبل كاركو اول مرة ابى يسلم. اسلم كتير من الناس ومنعهم لكن ابوا يمتنعو وبعد اسبوع رسل لى ولد كان راكب حصان قال ليه اجرى للدلنج وتكلم الشيخ يجينى هسع انا عايز اسلم. الولد جانى قال لى ما تمشى اجرى قلت ليه طيب. قمت انا واخدت معاى جماعة من الجلابة واخدنا ليه تمر وعيش وقميص وهدوم. اخدنا للكجور الكبير ده، سلطان الكجرة دا يعنى اشبه انو يكون زى شيخ الاسلام. وبعدين كسينا وهللنا وكبرنا واولادنا معانا ومرق وحيانا وضبح لينا تور وبعدين دعيتو للاسلام، بيتكلم عربى شوية ومعاهو عساكر يكلمونى بكلامو. عندو بيت.. يعنى ده بيت التكجير .. الخلوة بتاعت الشياطين بتاعتو وامورو كلها هناك. دخلنى فيهو وقال لى: عايز اسلم اقول ايه؟ تقول لا اله الا الله محمد رسول الله. مسكت ايدو نطق هذه الكلمة ومن العجيب ارتجف شديد حتى كاد يقع ويرمينى معاه من العنقريب. وبعد كده مرقنا بره وقلت ليهو قدام الناس انشر الاسلام. قال طيب. قال ليهو يا ولد جيب البندق. قدام الناس انا شهدتو لقنتو وتشهد وضربو البنادق والنساء زغرتن. وبعد كده اخدتو معاى للدلنج كسيتو وعملت ليهو حاجات كويسة. وبعدين جاهو خبر قال ليه المرة ولدت جابت ولد. قال سموه محمد ود الامين ود القرشى. وفعلاً سموه محمد ود الامين ود القرشى. وهذا الولد اصبح محترم فى القبيلة ونحن دايماً نوديلو الهدايا وامو تجينا وهو يجينا. ودخلناه اسع المدرسة.[/align]