[align=right]انا افادتنى قراية العلم بره. طلعت من الكلية عندى استعداد لطلب العلم. قريت على الشناقيط، على العلماء ولذلك مشيت فى العلوم اكتر بهذه الطريقة قريت على الشيخ احمد الجداوى والشيخ عبدالعزيز سلام والشيخ محمد مالك. سنة 17 افرنجى كنت قاضى فى الدلنج انظر قضايا العرب وتركاتهم ورأيت احوال النوبة العريانين ورأيت اعمال القسيسيين معاهم. فمن ذلك الزمن قلت: إن ربنا خرجنى من الخدمة بالسلامة ودخلت المعاش إن شاء الله أجى اقعد فى هذه البلاد وادعو الناس الى الله لأنى قريت فى صحيح البخارى النبى عليه الصلاة والسلام قال للإمام على "لأن يهدى الله بك رجلاً واحداً خير لك من حمر النعم" وقلت اذا خرجت من الخدمة اجى هنا اكون مبشر للإسلام ولا يهمنى. وفعلاً فى سنة 46 خرجت للمعاش وبعد ذلك اخذتنى الكلية لأكون مدرس للشريعة بها فذهبت. فى سنة 48 كنت مدرساً للشريعة فى الكلية وتذكرت تلك الكلمات التى عاهدت الله بها فى جبال النوبة وصارت يعنى تجول فى خاطرى كثيراً واخيراً قدمت للكلية الاستقالة. الناس لامونى كتير. قالوا يا فلان انت بتاخد معاش وتاخد ماهية مدرس فى الكلية. قلت ليهم عندى أمُـر. فلما تمت إستقالتى كتبت للحاكم العام فى ذلك الوقت وقلت ليهو انتو ناس طيبين وعندكم حرية الديان مكفولة وانا رجل من بلاد السودان والجبال والجنوب كلو تبعى وفى كثير من القسيسيين يبشرون بدينهم، فأنا اريد ان تسمحوا لى ابشر بديانة محمد (صلى الله عليه وسلم)
الحاكم العام رسل خطابى هذا للسكرتير الإدارى واظن اسمو روبتسون. كان مفتش عندنا هنا. فروبتسون رأى هذا الكلام ما معقول فى نظرهم. منطقة مقفولة للمسيحيين يجى رجل من السودان يقول يمشى يبشر فيها بالاسلام؟! هذا بعيد. وتلك المنطقة اذا كان عربى مسلم ضاع ليهو فيها جمل او تور لا يمكن يدخلها الا بعد ياخد اذن من المفتش. المدير روبتسون ابى يرد على. انتظرت ايام ومشيت ليه وقلت ليه: لماذا لا ترد على؟ قال: هذا عمل كبير جداً وانت لا تقدر القيام بشئ ونحن لا نصدق ولا نرد عليك. كلام ناشف من هذا القبيل فكلمته بمثل ما قال واكثر وقلت: البلد بلدى وانا ابن السودان جبتم قساسيس من بلاد متعددة ينشروا دين المسيح وانا واحد سودانى تمنعونى انشر دين محمد (عليه الصلاة والسلام)؟ سأشتكيكم الى الحكام فى البلاد الإسلامية. قال: افعل ما شئت.
وهنا ارادوا ياخدوا فرصة ويسلطوا على واحد. بعضاً من السادة والناس الكبار ليعيدونى للخدمة ويجعلونى مفتى السودان. أبـيـت. جاء القدال، راجل اسمو القدال وزير فى حضرموت واتفقوا معاه على ان يجعلونى قاضى قضاة حضرموت وانو ده طلب ملك حضرموت ووسطوا لى السيد عبدالرحمن. وقالوا لى انك رجل طيب وخدمت القضاء فاذهب الى حضرموت لتكون قاضى القضاة هناك. وفلان (..........) يريد ان يقابلك فى هذا الشأن وبعطيك ميتين جنيه فرفضت ذلك وابيت.
بعد ذلك كتبت للجمعية التشريعية، جواب طويل للرئيس الشنقيطى – عليه رحمة الله – والجمعية التشريعية كان فيها نحو 64 عضو كلو واحد كتبتلو جواب واخبرتهم انو الحكومة منعتنى من التبشير الإسلامى وانتم اهل الحل والعقد إما ان تصدقوا لى بالتبشير الاسلامى فى الجبال او اخرجوا جميع القسيسيين من بلاد السودان واتركوا النوبة والشلك والدينكا على عوائدهم. ولو ما عملتو كدى انتو كذابين وسأنزل الى مصر واصدر شكوى شرعية وامضّى عليها عشرين عالم درجة اولى يكفركم لانكم منعتم الإسلام ينتشر فى تلك البلاد.
بعض رجال الجمعية ذهبوا قابلوا الإنجليزى الذي هو روبتسون وقالوا هذا الرجل محق، إما تتركوه يذهب او تخرجوا المبشرين وهذا الرجل روبتسون عمل وسائل كثيرة سرية وعلنية ولم تنجح ومع هذا الضغط من الجمعية ومنى .. تلغرافات وجوابات .. قالوا صدقنا ليك. واخدتها منهم التصريح كتابة .. من روبتسون وقريته فى جامع ام درمان وظنوا انى فاشل لا محالة . توكلت على الله وقلت إن الله ينصر الدين.[/align]