الموضوع: خواطر
عرض مشاركة واحدة
قديم منذ /12-27-2007, 04:47 PM   #32

أمين المنتدى

الفاتح عبدالله أحمد غير متواجد حالياً

 رقم العضوية : 19
 تاريخ التسجيل : Oct 2007
 المشاركات : 362

افتراضي

[align=right]الأخ / عبدالمنعم سعيد

مني كل التحايا والتقدير وعيد مبارك عليكم وعلى أولادكم وتمنياتي لكم بموفور الصحة والعافية
والجاية في عرفات ومني.

بحمد لله وفقت في طباعة ما كتبته بهذا البوست في (10 ) صفحات حجم A4 ووفقت في قراءتها أيضا ولك جزيل شكري وعميق إمتناني بإفساحك لي مجالا للسياحة الفكرية والإيمانية وسبر دواخلكم عبر هذه الخواطر ذات الشفافية العالية و المعهودة فيكم في كلا التجربتين..

فالخواطر ليست مجالا للأخذ والرد ولكنها أثارت في خاطري بعض الذكريات وولدت الكثير من المعاني والأسئلة حول ثنائية الجسد والروح ، والإدراك والجهل، والمعرفة النسبية التي نتعلمها من التقاليد والخبرة الشخصية والدراسة المنظمة والحس والشعور الداخلي. وهل الإلهام والكشف ومعرفة القلب والبصيرة يمكن الركون إليها أم إلى العقل الذي قاد ديكارت إلى اليقين بالحقيقة المطلقة وهي معرفة وجود الله ( أنا افكر أنا موجود) رغم شكه. وهل يمكننا أن نسمو بنفوسنا عبر المراحل كى تصبح نفوساً كاملة أم أن ذلك ليس من ثمرات العقول بل من ثمرات القلوب التي يرزقها الله إخلاصاً وأيمانا يقود إلى هذه المعرفة اليقينية ولا تحتاج إلى التعلم يعني مسألة أرزاق وأقدار فقط زي مسألة الغني والفقر. .. وهل يمكن أن يتطابق الظاهر والباطن في نفوسنا مع العقل ومع الشرع ) (بدون تناقض)؟ وهل فعلاً لا بد من وجود معلم ومرشد لتربية وتعليم نفوسنا السمو الروحي لإجتياز مرحلة الآنا في كبرائها وفخرها وذاتيتها وتعاليها وعالمها المادي المحسوس إلى ما يحقق لها السعادة الدنيوية والأخروية ... إلخ ؟شفت كيف مدى الحيرة؟

بالرغم من إنني إنفتحت على معاني كثيرة في بداية الثمانينات من القرن الماضي في دروب القوم .. حيث أذكر أنه بعد أن دعاني الأستاذ/ الصادق عبدالعزيز مع عدد من أبناء جيلي لقراءة المولد النبوي في عدد من بيوت أبناء الحلة .بدأت بمنزل محمد يوسف في حلة بخيث مروراً بوسط الحلة وصولاً إلى بيت على ود جبجب في شمال الحلة تعرفنا خلالها على المولد البرزندى ..وقمنا بقراءة المولد النبوي بأصواتنا في تلك الجلسات وبعد إنتهاء القراءة والدعاء نتاول بليلة العدس واللقيمات والشاي ومن ثم يتم تحديد البيت الثاني إلى أن ينتهى شهر المولد .... وبأثر ذلك الجو وسعيا وراء معرفة القيم الروحية وتربية النفوس توجهت إلى حلة الشيخ حيث كان يقيم أبونا الشيخ الأمين إيراهيم (عليه رحمة الله تعالي).. وذلك لأخذ طريق القوم وقد تزامن ذلك مع رفقة من أبناء جيلي أذكر منهم عبدالسلام عبدالعزيز، وعبدالفتاح بابكر، ونجم الدين النعيم العالم.. وآخرين. .. حيث قمنا بأخذ طريق القوم من يد الشيخ الأمين ( عليه رحمه الله)... وتم إعطاؤنا ما يسمي بالأساس او العدد اليومي والذي لم أفهمه حتي هذه اللحظة هو مغزي عدد المرات وأذكر منه :

بسم الله الرحمن الرحمن الرحيم (100) مرة
سبحان الله (100 ) مرة
الحمد لله (100) مرة
الله أكبر (100) مرة
لا إله الا الله (100) مرة
والصلاة على النبي (100) مرة


وفرحنا بذلك كثيراً أنذاك ، حيث تم إخبارنا بأن من يواظب على هذا العدد سوف يترقي ويسمو ويتدرج حتى يصل إلى مراحل متقدمة من السمو القلبي في مسالك القوم ويصبح من أهل الحضرة.. وسيدرك ويعرف بأنه يمكن أن يرتوى من غير ماء، ويشبع من غير أكل والإحتراق بغير النار... وإلخ .وقد واظبنا على حضور الليالي وزيارة أبونا الشيخ الأمين بصفة منتظمة في كل يوم خميس طيلة عامي (19981 و 1982 وجزء من عام 1983) مستغلين لوري الأخ عمر الأمين ( ود اب طعم) في الذهاب إلى حلة الشيخ و إلى الشيكينبة ( المكاشفي أبوعمر) وقرية ابو شنيب والشيخ الشاطوطي ( ود مدني ) وكثير من الأماكن الأخرى لحضور الدعوات لإقامة الليالي من بعض كبار الشيوخ والمريدين بالإضافة إلى حضور الليالي الكبري .. ولقد حظينا رغم صغر السن ببعض الأحترام على هذا التوجه ... والرفض من البعض الآخر.. بحجة وجود دوافع أخرى لذلك بل وكان البعض منهم يردد على مسامعنا أقوال مثل:

الفتة أم بصل حمتنا نصل

الفته أم توم حمتنا ننوم

و ما بين التهليل والتكبير تعرفنا على الكثير من أمثال شيخ خوجلي، ود الكتير ، وفكي زكريا (الجنوبي)... وغيرهم.. وتعرفت على بعض الأحوال ومنها الإستحوال والتفوه بكلمات والإتيان بحركات وأقوال يقال لنا بأن ظاهرها يختلف عن باطنها... وهي مقامات
وقد كنا نردد أنذاك بعض المدائح منها:

القوم بريدهم بحضر يوم عيدهم
يذكرو مجيدهم لله سيدهم
أحرار سيادهم والناس وعبادهم

وأيضاً

سرك ملا مكاشفي الجبال حتى الفلا الكاملا
يا أطل أجر القصيد ليك رتلا
خلي العشوق يتململا
والدمع في الخد يبهلا

وحاليا وأنا أتذكر في كل ذلك بوحي هذه الخواطر لا أستطيع الجزم بأنني قد تعلمت من القوم أي منهج أو إرشاد لما ينبغي أن يفعله الشخص لتحقيق السمو الروحي والسلامة والسعادة بل قادتني إلى المزيد من الحيرة؟؟ وهل تلك المعرفة لا يتم إقتناصها إلا بحواس أخري.

فتك بعافية
[/align]








  رد مع اقتباس