الموضوع: خطبة الجمعة
عرض مشاركة واحدة
قديم منذ /12-26-2009, 11:27 AM   #2

عضو مميز

مرتضي ود الشام غير متواجد حالياً

 رقم العضوية : 338
 تاريخ التسجيل : May 2009
 المكان : السعودية الرياض
 المشاركات : 601

افتراضي

خطبة (2)
الخطبة الثانية:
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله أما بعد

عباد الله! إن الناظر إلى أوضاع المسلمين في مشارق الأرض ومغاربها، سيعلم علم يقين أن ماذكرته في ابتداء كلامي من هوان التوحيد في نفوس كثير منهم واقع مرير لهذه الأمة.

كم نرى من المسلمين اليوم الذين يتجهون إلى عبادة الأولياء والأنبياء من دون الله عز وجل، فهذه قبور كثير من الصالحين يطاف بها، ويدعون من دون الله.

لقد أناخ كثير من المسلمين رحالهم عند قبور بعض الأولياء يسألونهم تفريج الهموم وكشف الكربات، ويسألونهم الولد الصالح، والزوجة الصالحة، وشفاء المرضى.
وهذا كله شرك وخروج عن ملة الإسلام، فإن الأنبياء والأولياء منزلتهم عظيمة عند الله، ولكن ليس لهم من خصائص الربوبية أو الألوهية شيء.
فالواجب علينا نحو الأنبياء والأولياء أن نحبهم ونعرف قدرهم ومنزلتهم، وأن من يعاديهم فإن الله قد آذنه بالحرب، ولكن ليس لنا أن نرفعهم فوق منزلتهم، فلا يجوز أن يدعى الأنبياء والأولياء من دون الله

فالذين يذهبون إلى قبور الصالحين ويستغيثون بهم قد أتوا منكرا من القول وكفرا.

فالله الله في التمسك بالعقيدة الصحيحة والبعد عن البدع والخرافات والشركيات، والحذر الحذر من دعاة السوء الذين يزينون الباطل، بلباس الحق.

عباد الله، يجب أن نعلم أن الأمر أمر الله، وأن الحكم حكم الله، وأن الله لو أراد أن يعذب من في السماوات والأرض فلن يمنعه أحد، ولا يسأل عما يفعل جل وعز.
وسأذكر لكم بعض الآيات التي يتبين لكم بها أن الأنبياء والأولياء ليس في يدهم من الأمر شيء، وأن التوجه بالدعاء يكون لله وحده.
قال الله عز وجل مخاطبا نبينا محمدا صلى الله عليه وسلم: ((وَإِن كَادُواْ لَيَفْتِنُونَكَ عَنِ الَّذِي أَوْحَيْنَا إِلَيْكَ لِتفْتَرِيَ عَلَيْنَا غَيْرَهُ وَإِذًا لاَّتَّخَذُوكَ خَلِيلاً * وَلَوْلاَ أَن ثَبَّتْنَاكَ لَقَدْ كِدتَّ تَرْكَنُ إِلَيْهِمْ شَيْئًا قَلِيلاً
*إِذاً لَّأَذَقْنَاكَ ضِعْفَ الْحَيَاةِ وَضِعْفَ الْمَمَاتِ ثُمَّ لاَ تَجِدُ لَكَ عَلَيْنَا نَصِيرًا))
وقال الله عز وجل أيضا عن نبينا محمد صلى الله عليه وسلم: ( ولو تقول علينا بعض الأقاويل لأخذنا منه باليمين ثم لقطعنا منه الوتين)

وقال الله عز وجل(َقَدْ كَفَرَ الَّذِينَ قَآلُواْ إِنَّ اللّهَ هُوَ الْمَسِيحُ ابْنُ مَرْيَمَ قُلْ فَمَن يَمْلِكُ مِنَ اللّهِ شَيْئًا إِنْ أَرَادَ أَن يُهْلِكَ الْمَسِيحَ ابْنَ مَرْيَمَ وَأُمَّهُ وَمَن فِي الأَرْضِ جَمِيعًا وَلِلّهِ مُلْكُ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ وَمَا بَيْنَهُمَا يَخْلُقُ مَا يَشَاء وَاللّهُ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ).

وقال سبحانه: (وأن المساجد لله فلا تدعوا مع الله أحدا).

وقال عز وجل: (ذلكم الله ربكم له الملك والذين تدعون من دونه مايملكون من قطمير * إن تدعوهم لايسمعوا دعاءكم ولو سمعوا ماستجابوا لكم ويوم القيامة يكفرون بشرككم ولا ينبئك مثل خبير).

وقال الله: (ياأيها الناس ضرب مثل فاستمعوا له إن الذين تدعون من دون الله لن يخلقوا ذبابا ولو اجتمعوا له وإن يسلبهم الذباب شيئا لايستنقذوه منه ضعف الطالب والمطلوب * ماقدروا الله حق قدره إن الله لقوي عزيز)

وقال النبي صلى الله عليه وسلم: (يافاطمة بنت محمد سليني من مالي ماشئت لا أغني عنك من الله شيئا).

وجاء في صحيح البخاري عَنْ أَبِى هُرَيْرَةَ - رضى الله عنه - عَنِ النَّبِىِّ - صلى الله عليه وسلم - قَالَ « يَلْقَى إِبْرَاهِيمُ أَبَاهُ آزَرَ يَوْمَ الْقِيَامَةِ ، وَعَلَى وَجْهِ آزَرَ قَتَرَةٌ وَغَبَرَةٌ ، فَيَقُولُ لَهُ إِبْرَاهِيمُ أَلَمْ أَقُلْ لَكَ لاَ تَعْصِنِى فَيَقُولُ أَبُوهُ فَالْيَوْمَ لاَ أَعْصِيكَ . فَيَقُولُ إِبْرَاهِيمُ يَا رَبِّ ، إِنَّكَ وَعَدْتَنِى أَنْ لاَ تُخْزِيَنِى يَوْمَ يُبْعَثُونَ ، فَأَىُّ خِزْىٍ أَخْزَى مِنْ أَبِى الأَبْعَدِ فَيَقُولُ اللَّهُ تَعَالَى إِنِّى حَرَّمْتُ الْجَنَّةَ عَلَى الْكَافِرِينَ ، ثُمَّ يُقَالُ يَا إِبْرَاهِيمُ مَا تَحْتَ رِجْلَيْكَ فَيَنْظُرُ فَإِذَا هُوَ بِذِيخٍ مُلْتَطِخٍ ، فَيُؤْخَذُ بِقَوَائِمِهِ فَيُلْقَى فِى النَّارِ » . والذيخ: ذكر الضباع.

إلى غير ذلك من الآيات والأحاديث التي يتبين بها أن الأمر أمر الله، وأن الأنبياء والأولياء ليس لهم من الأمر شيء، وأن العبادة لله، ولا يجوز أن تصرف لغير الله، لا لملك مقرب ولا لنبي مرسل

والله نسأل أن يجعلنا من المؤمنين الموحدين وأن يرينا الحق حقا ويرزقنا اتباعه والباطل باطلا ويرزقنا اجتنابه.

الله أعز الإسلام والمسلمين








  رد مع اقتباس