الموضوع: خطبة الجمعة
عرض مشاركة واحدة
قديم منذ /12-26-2009, 11:11 AM   #1

عضو مميز

مرتضي ود الشام غير متواجد حالياً

 رقم العضوية : 338
 تاريخ التسجيل : May 2009
 المكان : السعودية الرياض
 المشاركات : 601

افتراضي خطبة الجمعة

خطبة الجمعة (1) التوحيد

--------------------------------------------------------------------------------

إِنَّ الْحَمْدَ لِلَّهِ نَحْمَدُهُ وَنَسْتَعِينُهُ وَنَسْتَغْفِرُهُ وَنَعُوذُ بِاللَّهِ مِنْ شُرُورِ أَنْفُسِنَا وَمِنْ سَيِّئَاتِ أَعْمَالِنَا مَنْ يَهْدِهِ اللَّهُ فَلاَ مُضِلَّ لَهُ وَمَنْ يُضْلِلْ فَلاَ هَادِىَ لَهُ وَأَشْهَدُ أَنْ لاَ إِلَهَ إِلاَّ اللَّهُ وَحْدَهُ لاَ شَرِيكَ لَهُ وَأَشْهَدُ أَنَّ مُحَمَّدًا عَبْدُهُ وَرَسُولُهُ.

(يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ حَقَّ تُقَاتِهِ وَلا تَمُوتُنَّ إِلَّا وَأَنْتُمْ مُسْلِمُونَ)

(يَا أَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُوا رَبَّكُمُ الَّذِي خَلَقَكُمْ مِنْ نَفْسٍ وَاحِدَةٍ وَخَلَقَ مِنْهَا زَوْجَهَا وَبَثَّ مِنْهُمَا رِجَالاً كَثِيراً وَنِسَاءً وَاتَّقُوا اللَّهَ الَّذِي تَسَاءَلُونَ بِهِ وَالْأَرْحَامَ إِنَّ اللَّهَ كَانَ عَلَيْكُمْ رَقِيباً)

(يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَقُولُوا قَوْلاً سَدِيداً * يُصْلِحْ لَكُمْ أَعْمَالَكُمْ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ وَمَنْ يُطِعِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ فَقَدْ فَازَ فَوْزاً عَظِيماً).

أما بعد فإن أصدق الحديث كتاب الله وخير الهدي هدي محمد r وشر الأمور محدثاتها وكل محدثة بدعة وكل بدعة ضلالة وكل ضلالة في النار.

فإن الله تعالى أرسل محمدا صلى الله عليه وسلم بالحق بشيرا ونذيرا بين يدي الساعة، فلم يترك خيرا؛ إلا دل أمته عليه، ولا شرا؛ إلا حذرها منه

وإن أعظم أمر أبدى فيه النبي صلى الله عليه وسلم وأعاد هو أمر العقيدة، يجب الاهتمام بها، وتعلمها وتعليمها.

فالله عز وجل ما أرسل الرسل ولا أنزل الكتب، وما خلق السماوات والأرض إلا لهذا الأمر العظيم، ومن المؤسف حقا، أن هذا الأمر العظيم هان في نفوس كثير من المسلمين اليوم، فظلت فيه أفهام
زلت به أقدام، وما ذلك إلا للبعدعن كتاب ربنا وسنة نبينا، والبعد عن منهج سلف هذه الأمة.

أيها المسلمون، لقد بين الله في كثير من الآيات القرآنية، هذا الأمر العظيم، وبينه نبينا محمد صلى الله عليه وسلم أتم البيان، ولا عذر لأحد بلغه كتاب الله، وبلغته الأحاديث النبوية، وأقيمت عليه الحجة بإيضاح هذا الأمر.
ونظرا لعظم الأمر وخطورته، سأذكر لكم في الخطبة الأولى بعض الأدلة من الكتاب والسنة التي بينت منزلة التوحيد، وخطورة الشرك، والتي ينبغي على كل عاقل سمعها أو قرأها أن يتأمل فيها، وأن يبحث عن الحق الذي جاء به كتاب الله وجاء به رسول الله صلى الله عليه وسلم، فإن من حقق التوحيد دخل الجنة، ومن أشرك بالله فلن تنفعه أعماله الصالحة، لأن الشرك محبط للأعمال، وصاحبه من الخالدين في النار.

يقول الله عز وجل: (ولقد بعثنا في كل أمة رسولا إن اعبدوا الله واجتنبوا الطاغوت).
ويقول الله عز وجل: ( وما أرسلنا من قبلك من رسول إلا نوحي إليه أنه لا إله إلا أنا فاعبدون).
ويقول الله سبحانه وتعالى: ( وما خلقت الجن والإنس إلا ليعبدون).
ويقول الله سبحانه وتعالى: ( وقضى ربك ألا تعبدوا إلا إياه).
ويقول عز وجل: ( يا أيها الناس اعبدوا ربكم الذي خلقكم والذين من قبلكم لعلكم تتقون).
فهذه الآيات دلت على أن الله خلق الخلق لعبادته، وأنه أرسل الرسل لهذا الأمر، وأنه ما من نبي أرسله الله إلا أمر قومه بأن يعبدوا الله ولا يشركوا به شيئا.
وقال النبي صلى الله عليه وسلم لمعاذ حين أرسله إلى اليمن: إنك تأتي قوما أهل كتاب، فليكن أول ما تدعوهم إليه شهادة أن لا إله إلا الله... الحديث.
وقال عليه الصلاة والسلام: ( أمرت أن أقاتل ا لناس حتى يشهدوا أن لا إليه إلا الله، فإذا فعلوا ذلك فقد عصموا دماءهم وأموالهم إلا بحق الإسلام).
وقال عليه الصلاة والسلام لجبريل عندما سأله عن الإسلام: قال: الإسلام أن تشهد أن لا إله إلا الله وأن محمدا رسول الله،... الحديث.

وقال عليه الصلاة والسلام: (الإيمان بضع وسبعون شعبة، فأعلاها شهادة أن لا إله إلا الله وأدناها إماطة الأذى عن الطريق والحياء شعبة من الإيمان).
وقال عليه الصلاة والسلام للرجل الذي قال له: ماشاء الله وشئت. اجعلتني لله ندا؟ بل ما شاء الله وحده.
وجاء في صحيح مسلم عَنْ مَسْرُوقٍ قَالَ كُنْتُ مُتَّكِئًا عِنْدَ عَائِشَةَ فَقَالَتْ يَا أَبَا عَائِشَةَ ثَلاَثٌ مَنْ تَكَلَّمَ بِوَاحِدَةٍ مِنْهُنَّ فَقَدْ أَعْظَمَ عَلَى اللَّهِ الْفِرْيَةَ. قُلْتُ مَا هُنَّ قَالَتْ مَنْ زَعَمَ أَنَّ مُحَمَّدًا -صلى الله عليه وسلم- رَأَى رَبَّهُ فَقَدْ أَعْظَمَ عَلَى اللَّهِ الْفِرْيَةَ. قَالَ وَكُنْتُ مُتَّكِئًا فَجَلَسْتُ فَقُلْتُ يَا أُمَّ الْمُؤْمِنِينَ أَنْظِرِينِى وَلاَ تَعْجَلِينِى أَلَمْ يَقُلِ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ (وَلَقَدْ رَآهُ بِالأُفُقِ الْمُبِينِ) ( وَلَقَدْ رَآهُ نَزْلَةً أُخْرَى ). فَقَالَتْ أَنَا أَوَّلُ هَذِهِ الأُمَّةِ
سَأَلَ عَنْ ذَلِكَ رَسُولَ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم- فَقَالَ « إِنَّمَا هُوَ جِبْرِيلُ لَمْ أَرَهُ عَلَى صُورَتِهِ الَّتِى خُلِقَ عَلَيْهَا غَيْرَ هَاتَيْنِ الْمَرَّتَيْنِ رَأَيْتُهُ مُنْهَبِطًا مِنَ السَّمَاءِ سَادًّا عِظَمُ خَلْقِهِ مَا بَيْنَ السَّمَاءِ إِلَى الأَرْضِ». فَقَالَتْ أَوَلَمْ تَسْمَعْ أَنَّ اللَّهَ يَقُولُ (لاَ تُدْرِكُهُ الأَبْصَارُ وَهُوَ يُدْرِكُ الأَبْصَارَ وَهُوَ اللَّطِيفُ الْخَبِيرُ) أَوَلَمْ تَسْمَعْ أَنَّ اللَّهَ يَقُولُ (وَمَا كَانَ لِبَشَرٍ أَنْ يُكَلِّمَهُ اللَّهُ إِلاَّ وَحْيًا أَوْ مِنْ وَرَاءِ حِجَابٍ أَوْ يُرْسِلَ رَسُولاً فَيُوحِىَ بِإِذْنِهِ مَا يَشَاءُ إِنَّهُ عَلِىٌّ حَكِيمٌ) قَالَتْ وَمَنْ زَعَمَ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم- كَتَمَ شَيْئًا مِنْ كِتَابِ اللَّهِ فَقَدْ أَعْظَمَ عَلَى اللَّهِ الْفِرْيَةَ وَاللَّهُ يَقُولُ (يَا أَيُّهَا الرَّسُولُ بَلِّغْ مَا أُنْزِلَ إِلَيْكَ مِنْ رَبِّكَ وَإِنْ لَمْ تَفْعَلْ فَمَا بَلَّغْتَ رِسَالَتَهُ ). قَالَتْ وَمَنْ زَعَمَ أَنَّهُ يُخْبِرُ بِمَا يَكُونُ فِى غَدٍ فَقَدْ أَعْظَمَ عَلَى اللَّهِ الْفِرْيَةَ وَاللَّهُ يَقُولُ (قُلْ لاَ يَعْلَمُ مَنْ فِى السَّمَوَاتِ وَالأَرْضِ الْغَيْبَ إِلاَّ اللَّهُ ).
وأما الآيات والأحاديث التي فيها النهي عن الشرك والتحذير منه فكثيرة جدا
فمنها قول الله عز وجل: ( إنه من يشرك بالله فقد حرم الله عليه الجنة ومأواه النار وما للظالمين من أنصار)
وقول الله عز وجل: (ومن يشرك بالله فكأنما خر من السماء فتخطفه الطير أو تهوي به الريح في مكان سحيق)
وقول الله سبحانه: ( إن الله لايغفر أن يشرك به ويغفر مادون ذلك لمن يشاء)
وقول الله عز وجل في وصية لقمان لابنه: (يابني لاتشرك بالله إن الشرك لظلم عظيم)
وقال النبي صلى الله عليه وسلم: (أخوف ما أخاف عليكم الشرك الأصغر) فقيل وما هو: قال: (الرياء).

فينبغي أن تعلم ياعبد الله ماهو هذا الأمر العظيم الذي أرسل الله به الرسل جميعهم، لتتمسك به، وتحذر مما يخالفه.

أقول ماتسمعون واستغفر الله لي ولكم فاستغفروه من كل ذنب إنه هو الغفور الرحيم.








o'fm hg[lum








  رد مع اقتباس