اللهم أرحم عبدالله حمد
 

بسم الله الرحمن الرحيم


ذكريات 2019

ان أعظم ما يضني ويدمي قلوب عباده فراق أحبابهم لأنه أكبر من احتمالهم، فلا طاقة لهم به، ولا ملجأ لهم إلا الله بالدعاء والصبر والاحتساب إليه سبحانه وتعالى.
لو كانت الحياة تُشترى لهم لرخص الغالي والنفيس، ولكن حكمة الله في الأرض بأن لكل بداية نهاية.
حين تهوي ورقة العمر لا تستأذن السقوط، تسقط بصمت مترام كصمت جمال روحها الطاهرة
اللّهم ارحم أرواحا أحببناها وكلما طال أمد فراقها زادها منا قرباً ومحبة ودعاء لها بباب تهب منه نسائم الجنة ورياحينها
اللّهم ارحم من رحل عنا بجسده وتخلدت أعماله، غادرنا إلى جوار ربه راضياً
اللّهم ارحم أرواحاً فارقتنا إليك.
رحم الله عبد الله حمد ‘ذلك الرجل المتفرد العفيف العصامي.
عبده من القلائل الذين تفردوا بعصاميتهم، عفيفا رغم ظروفه القاسية شجاعا لمواجهة الحياة لم يستسلم ليكون رهين المحبسين كما كان غيره، لا يكلف غير نفسه، لا يكلف حتى عصا من غصن ليجعلها رهينة يده ليتحسس بها الطريق ولسان حاله يقول: النور في قلبي وبين جوانحي فعلام أخشى السير في الظلماء.
ففي روحِهِ نفحة من روح الصبر والاباء.. وفي مُحيّاه مسحة من نور الايمان بالقدر يذكرني الحديث, إن الله قال: إذا ابتليت عبدي بحبيبتيه، فصبر، عوضته منهما الجنة
وفي وجوده تجذر الاحترام وسكن اعماقه كي يكون عزيزاً وقوياً، وتجذرت فيه قيم التعاضد مع الآخرين ، لم يتوانى عن أن يكون عوناً للآخرين كريم النفس
رحلة حياته تواترت فيها بصماته المؤثرة لمصلحة المجتمع بخبرته الاجتماعية حيث انه صار واحدا من القلائل الذين أسسوا قاعدة اجتماعية عظيمة و واحدا من القلائل الذين أسسوا رياض الأطفال والمدارس بابي فروع
نال العصامي المرحوم عبده حمد شرف الدخول لكل القلوب و خرج عن الدنيا تارك القلوب تئــــن و تقول :
ويح الحياة أما تنقضي لديها الرزايا ؟
اما يكفكف هذا الزمان صوب البلايا؟
يا دهر رفقا فإن القلوب امست شظايا

تركها ويذكرني قول الشابئ:
إنّي أنا النّايُ الذي لا تنتهي أنغامُهُ، ما دامَ في الأحياءِ
وأنا الخِضَمُّ الرحْبُ، ليس تزيدُهُ إلا حياة ً سَطْوة ُ الأنواءِ
أمَّا إذا خمدَتْ حَياتي، وانْقَضَى عُمُري، وأخرسَتِ المنيَّة ُ نائي
وخبا لهيبُ الكون في قلبي الذي قدْ عاشَ مثلَ الشُّعْلة ِ الحمْراءِ
فأنا السَّعيدُ بأنني مُتَحوِّلٌ عَنْ عَالمِ الآثامِ، والبغضاءِ
لأذوبَ في فجر الجمال السرمديِّ وأَرْتوي منْ مَنْهَلِ الأَضْواءِ

رحل عنا وعن رياض الأطفال والمدارس ولسان حالنا يقول
عز العزاء وشق كل مقال
وغدا الفؤاد ينوء بالأوجال
فلقد مضى بحياة شاهين الردى
فإذا المحافل والربوع خوالي
رحل الرجل العصامي الذي
صدع القيود وجال كل مجال
يا راحلاً لا الشجو يرحل بعده
عنا ولا يجري السلو ببال
أنشأت نفسك كيف شئت ولم تكن
كلا على عم بها أو خال
ونهضت بالأعباء مضطلع ولم
تذهب بجأشك روعة الأهوال
حتى رأيتك قد رفعت مقامها
وملأتها بعظائم الأعمال
فعلمت ما معنى الحياة وأنها
عند الرجال طويلة الآجال
والحي أخلق أن تقاس حياته
بمآثرٍ غراء لا بليال
كم من فتى قصر المدى من عمره
لكن أناف به على الأجيال
نسأل الله للمرحوم عبده الرحمة و المغفرة و ان يكون مَعَ الَّذِينَ أَنْعَمَ اللَّهُ عَلَيْهِم مِّنَ النَّبِيِّينَ وَالصِّدِّيقِينَ وَالشُّهَدَاءِ وَالصَّالِحِينَ غڑ وَحَسُنَ أولئك رَفِيقًا

رحم الله الاخ عبده حمد واسكنه الجنة مع الصديقين والشهداء وجعل قبره روضة من رياض الجنة