ما هو الاسم الأصلي لقرية أبى فروع؟
ما هو الدليل؟
وهل ابوفروع مدينة أم قرية؟

إجابات محتملة لهذه الأسئلة المهمة عن أبي فروع وجدتها في كتاب رحالة ايطالي زار السودان في خلال الفترة 1837 م حيث كان في رحلة إلى مصر والسودان والحجاز ودون مذكراته في كتاب ترجم إلى العربية بواسطة مهد الدراسات الأسيوية والأفريقية وترجمه الأستاذ عبد العظيم محمد احمد عكاشة في منتصف الثمانينات. والذي ترجمه بدوره عن المؤرخ البريطاني الأشهر اريتشارد هيل (جامعتي أكسفورد وكامبريدج) الذي تخصص في السودان وعشقه حتى أن بنته التي ولدت في عطبرة أيام عمله بالسكة حديد في الأربعينات سماها بنت النيل. وله مؤلفات كثيرة عن السودان توفي ريتشارد هيل في عام 1996م عن عمر ناهز ستة وتسعون عاما وقد كرمته هيئة الآثار السودانية تكريما كبيرا في يوبيلها الذهبي في الثمانينات الميلادية.
وقد أورد الرحالة الايطالي اسم ابي فروع في موضعين ا:.
وأنقل لكم ما أورده المؤرخ الرحالة عن الكتاب المترجم:
25 مارس 1838 وصلنا ابوحراز
26 مارس 1838 وصلنا أربجي
27 مارس مررنا على الشاطئ المحاذي ووصلنا ود الفرو (هكذا ترجمت) وهي قرية على الضفة اليسرى للنيل
28 مارس قمنا بزيارة عمر أغا (كاشف مدينة (هكذا كتبت) ود الفرو فأرسل لنا ثلاث خراف هدية
(وبعد ذلك ذكر وصولهم أبو عشر والكاملين)
الموضع الآخر لذكر أبي فروع:
15 ديسمبر وصلنا هذا المساء حلة ود الفرو
ومنها إلى طيبة ومدني
ومن ملاحظاتنا لهذا الأثر التاريخي الهام عن القرية نلاحظ التالي:
- أن اسم المنطقة هو ود الفروع وليس ابوفروع (مع أن المترجم للعربية كتبها ود الفرو ولا أظنه مترجما باحثا ولو فعل لأدرك أن المقصود هو قريتنا ولا توجد قرية غيرها بهذا الاسم)
- أن هناك فرق بين أبو وود في تسمية القرى خاصة باللغة الأجنبية لخواجة لا يعرف الفرق بينهما وإنما يسجل ما سمعه رسميا من الكاشف ومن السكان
- أن هناك كثير من القرى في المنطقة تسمت باسم ود على منشئها مثل ود الكامل ود بلال ود الفادني وود شنتور وخلافه
- أن ود تطلق على قرى تسمت بأسماء منشئيها وان أبو تطلق على أسماء أشياء مثل أبوعشر وابوقوتة وابوحجار
- أن العادة في السودان جرت على إلحاق الاسم إلى أعلى بالاب أو الجد وليس إلى اسفل بالابن او البنت
- أن المؤرخ قد ذكر بأنها مرة حلة ومرة قرية ومرة مدينة ود الفرو
- وأظن الأخيرة (أي مدينة) أصح لأنه ذكرها عندما وصف الكاشف(أي الحاكم) بأنه كاشف مدينة أبو فروع وهذا أحرى لأنه هنا يتكلم عن وظيفة إدارية رسمية
- أن الكشاف (وهم الحكام) لا يكونون إلا في المدن (الكبيرة) التي تكون في حكم العواصم
- أن المركب الشراعي كبير وحمولته كبيرة وقد أهداهم الحاكم ثلاث خراف لأكلهم وهذا يدل على أن هناك ميناء كبير معروف تقصده السفن
- - أن المؤرخ لم يذكر الحصاحيصا لا جيئة ولا ذهابا على الإطلاق وهذا له ما له من دلالات (كانت ود الفروع مدينة والحصاحيصا في رحم الغيب)
- انه لم تكن هناك عوامر غير اربحي وابوعشر والكاملين ومدني (وهذه صويحبات ود الفروع التي بها تقارن)
وهذا يؤكد ما سمعناه من أهلنا الكبار أن تاريخهم في هذه القرية يعود للسلطنة الزرقاء ولنا عودة ومتابعة وللبحث بقية

ملاحظة:
كنت قد حاولت الاتصال بالمترجم كي يصلح اسم القرية ولم اعثر عليه وكتبت له مذكرة بمعهد الدراسات الأسيوية والإفريقية بجامعة الخرطوم بهذا المعنى ليقوم بإصلاح الاسم في الطبعة القادمة أو الاتصال بي
اسم الكتاب " على تخوم العالم الإسلامي"