:::: منتديات أبو فروع :::: - سلفا كير رئيساً للسودان

ماذا يعني ترشيح الحركة الشعبية لتحرير السودان زعيمها سلفا كير لخوض الانتخابات الرئاسية القادمة في مواجهة الشريك الاكبر المؤتمر الوطني؟ هل هو تطور نوعي في سياسات الحركة تجاه الشمال والوحدة ام مسعي من البعض للتخلص من كير؟ خاصة وان كل الاحتمالات لاترجح فوزه في الانتخابات وبالتالي دخوله في مواجهة الشريك الاكبر الذي لن يغفر له هذا المسعي.

من المؤكد ان اعلان الحركة ترشيح كير للرئاسة مؤشر ايجابي واضح قد يكون لصالح الوحدة ودرء فصل الجنوب وانه يمثل موقفاً ايجابيا من الحركة تجاه قضايا السلام والقضايا الاخري بالسودان باعتبار انها تطرح نفسها كبديل مقبول محليا ودوليا محل المؤتمر الوطني الذي يتعرض للهزات من المجتمع الدولي بخصوص ازمة دارفور والتي ادخلت قادة المؤتمر في محك بعد مذكرة اوكامبو.

ان دخول الحركة الشعبية كمنافس في الانتخابات القادمة رسالة موجهة لاحزاب المعارضة الشمالية والتي فشلت في قراءة واقع السودان الحالي ولم تلملم اطرافها بسبب ضعف مواقفها والانشقاقات التي طالتها، وافساحها الساحة للمؤتمر الوطني الذي استأثر بالحكم منفردا علي مدي 19 عاما و وان قرار الحركة يعني رفض الدخول في تحالف مع المؤتمر الوطني للمرحلة ما بعد الانتخابات.

فكان من المؤمل ان تخوض الحركة الانتخابات الرئاسية والبرلمانية في تحالف مع احزاب المعارضة الشمالية باعتبار ان هذه الاحزاب تشكل غطاء لها في الشمال ولكن يبدو ان الضعف الذي تعانيه هذه الاحزاب وتحالف بعضها او اغلبها مع المؤتمر الوطني عجل من اعلان الموقف المنفرد للحركة والذي يمثل اختباراً لها ليس في الشمال فقط وانما حتي في الجنوب.

فالحركة الشعبية بعد هذا الاعلان المفاجئ عليها متطلبات كثيرة لاقناع الناخب السوداني بانها البديل المقبول عن المؤتمر الوطني وعن كل احزاب الشمال، خاصةوانها تقوقعه في الجنوب فقط وتركت أمر الشمال وقضاياها الشائكة والمعقدة للمؤتمر الوطني فقط، حتي باتت انها غير مقنعة لكل المراقبين.

فبرامج الحركة حول الحكم غير واضحة ويشوبها غموض كبير، ففكرة السودان الجديد مجرد اطروحات فشلت الحركة في تطبيقها علي الواقع كما ان الفترة التي تلت اتفاقية نيفاشا كشفت ان الحركة لاتزال تحتاج الي تعديلات جذرية لتكون قارة علي الحكم، فهي فشلت حتي في ادارة الجنوب ومن المؤكد ستفشل في ادارة الشمال. ان اعلان ترشيح كير ليس بالامر السهل وله عواقب كثيرة محليا واقليميا ودوليا.