مصــــــدر الاخـــبار
 

بسم الله الرحمن الرحيم
مبدأ كل شئ عظيم

منذ احداث الحادي عشر من سبتمبر برزت اتجاهات متناقضة
تحاول استقطاب العرب اتجاه يري ان مشكلة المنطقة العربية
برمتها ليس لديها ( ثقافة حياة ) فكانت ولادة العديد من البرامج
والقنوات بمسميات تدور حول هذا المعني وتقدم نفسها علي
انها ستعلم المنطقة العربية ( قيم الحياة ) وهي فيما تقدمه
الغث والسمين والاخطر حالة تلك التي تري ان المنقذ الوحيد
هو ان تحصل لها زراعة لهوية جديده وهكذا تكاثرت القنوات التي
لا تنقل فقط برامج الترفيه والافلام الامريكية انما ايضا الاخبار الامريكية فاصبحنا نعرف عن امريكا شيكا بيكا اكثر مما نعرف عن
بلداننا العربية والافريقية (الاخت ساره لا تنسي ان تمدينا ببعض
المعلومات عن تنزانيا كما وصاك خالك ) وكل هذه المعرفة لا فائدة
منها سوي انها تخلق للمشاهد شعورا انه اكثر تعارفا مع الهوية التي يعايشها في تلك القنوات من هويته المحلية
وما لا يمكننا تجاهله ان لكل ما يتعلق بامريكا جاذبية لدي الشباب الجديد مع حقيقة انها تسببت في دمار العراق الشقيق وقتل اكثر من مليون عراقي والكثير من المشاهدين للاخبار الامريكية علي الفضائيات العربية لا يهتمون لسماع الاخبار العربية من مصادرها لذلك يتطور هذا الجيل وهو يري الاحداث العربية عبر العيون الامريكية مما يشكل خطورة حقيقية علي مستقبل الامة العربية مع العلم ان الشريحة الاكبر من المشاهدين هي المراهقين والشباب اي الشريحة التي لم تتبلور مفاهيمها الاخلاقية مما نتج عنه تزايد المشاكل الاخلاقية لدينا وايضا تكاثرت قنوات الاغاني بشكل غير معقول بدرجة الابتذال والاثارة الفجه للفت نظر المشاهدين وفي المقابل تكاثرت القنوات الاسلامية التي تريد التصدي لهذا التيار بعضها شديد المحافظة لكن كلها مشتركة في انها لا تقدم للواقع الاسلامي ما ينقصه فلو صرفت تكلفة انشاء قناة فضائية واحدة علي تمويل بحث علمي او بنك للفقراء او انتاج فن راقي لكانت اكثر فائدة فهل يعقل ان العرب ليس لديهم الا فلمين معتبرين (الرسالة/عمر المختار)