التميد كانت جامعة بحق وحقيقة تجمع كل أبناء قرى الحلاوين في داخلية وهنالك فصول للتلاميذ الخارجين من أبناء التميد نفسها ومصطفى قرشي والفري المجاورة للتميد .
وكانت مدرسة مميزة ربها نظام دقيق وصارم ولأغرابه إن يكون لهذه المدرسة كل الفضل للذين نالوا اعلي درجات التعليم .
من هذه المدرسة بدا التعليم والتعليم كم هائل من التراكمات المعرفية في كل المجالات الأكاديمية والمنشطة من مسرح وغناء ورياضة علاقات وتآخى بين كل تلاميذ تلك القرى –لذلك منذ الطفولة الباكرة اكتسبتا تجارب هامة –كيف تتعايش مع الآخرين في الداخلية –كيف تعتمد على نفسك في كل شئونك التي تعينك على النجاح والانتقال إلى المرحلة المتوسطة –لذلك يندر جدا إن تجد تلميذ درس في التميد وخرج منها غير ظافر بمهارة من المهارات إن لم بكن جميعها منها تعلمنا اللغة العربية الفصحى من الأستاذ –حسن احمد محمد عثمان –تعلمنا الأناشيد بمصاحبة آلة العود من الأستاذ –محمود دقاش –تعلمنا كرة السلة من الأستاذ –عبد الجليل تعلمنا الخطابة –التمثيل على المسرح – تعلمنا الغرم والحزم من الأستاذ –إبراهيم محجوب العمرابى
خريج التميد لابد إن تكون في ذاكرته حتى ألان شخصيات بسيطة ولكن كان بدونها لاكتمل عقد المنظومة منهم عبد الباسط الفراش –ود السلطان وارد الماء –وعباس وزوجته بخيبة ملوك الطباخة في ذلك الوقت وعشمانة عواسة الكسرى وحاجة سلامتي وحاجة حبيبة بائعات التسالي والمدمس وعشنا حقبة من الطرف والحكاوي في مدرسة التميد مالا يتسع المجال لسردها فالتميد كتاب كامل بة من الحواس مالا ينفذ ولاقتضب .

جلسنا لامتحان الوسطى بالحصاحيصا مع كل المدارس الأولية التي توجد في تلك الفترة (1961م-1962م)
والمدارس التي تجلس للمنافسة تقع في الوحدات الإدارية ودحبوبة –الحصاحيصا المدينة-ريفي الحصاحيصا –
كل الطلاب الذين يكملون السنة الرابعة بمدارسهم الأولية يجلسون للتنافس على أربعين مقعد فقط للقبول للمدرسة الوسطى من هذه المنافسة للقاري إن يتخيل مستوى التلميذ الذي يقبل في الفصل (سنة أولى أوسطى ) من هذا الكم الهائل من التلاميذ ومدرسة التميد ذات الرأسين كانت مخيفة حقيقة لكل الجالسين لان الأوائل في هذا الفصل إما من التميد (ا ) أو التميد (ب) لذلك كان لمدرسة التميد القدح المعلى في إحراز النتائج المشرفة في هذه الامتحانات على الرغم من إن كل التلاميذ في كل المدارس مستوياتهم ممتازة للغاية

بعد أداء الامتحانات انتظرنا حصيلة سنوات التميد ويوم إعلان النتيجة امتلأت باحة المدرسة الوسطى بالحصاحيصا وهى المدرسة التي تواجه حي العمدة أي أنها جنوب حي العمدة وعلى ما اعتقد هي ألان مدرسة الإمام مالك للأساس امتلأت الباحة بالتلاميذ وإبائهم والكل يعيش لحظة توتر لاتصف ثم يرتقى الأستاذ (مبارك الماحي ) على
تربيزة عالية ويحمل في يده أوراق هي أهم وثائق إذ أنها تحمل أسماء التلاميذ المقبولين للمدرسة الوسطى الحصاحيصا ثم يبدأ في إعلان النتيجة في ترقب وحذر وصمت مهيب –ويتلوا الأستاذ مبارك الأول ومدرسته والثاني والثالث وهكذا حتى الأربعين ثم يترك التربية نازلا تاركا أربعين تلميذ واباوهم فرحين بسماع أسمائهم وقرابة (560) خمسمائة وستون تلميذ وإبائهم في حزن اليم إما التلاميذ الذين لم يسعفهم الحظ لسماع أسمائهم تكون حالتهم يرثى لها فهم بين نظرات الأب المعاتبة وشفقته الأبوية ومن التلاميذ يتكبد قسوة في التأنيب تصل حد الضرب بأنة خائب رجا وبليد ومهمل –علما بان كل الممتحنين أوائل بمقاييس اليوم –عموما لم اسمع اسمي من ضمن الأربعين وكنت في حالة لااحسد عليها حتى الوالد علية رحمة الله عندما وجد حالتي كيبة للغاية بدا يواسيني بكلمات علها تخفف على قال لي ياولدى فدى قسمة ونصيب وانأ عارفك شاطر ما بليد وإنشاء الله تعود والسنة الجاية يقبلوك من الأوائل –حقيقة هذه الكلمات كانت بلسما شافيا للحالة النفسية التي انتابتني في تلك اللحظات .

الغريب في الأمر إن من دفعتنا التي جلست لذلك الامتحان لم يدخل فينا احد في الأربعين المقبولين وانأ اقصد من ابوفروع علما بان الدفعة التي سبقتنا كثير منهم قبلوا بالحصاحيصا الوسطى واذكر منهم معتصم يوسف /عبد الله يوسف /محمد سعيد محمد احمد /بشرى الزين .
رجعنا إلى أهلنا وبعد أيام بدا الوالد يتفاكر معي في موضوع الإعادة ثم ذكر لي خيارين إما الإعادة بالتميد أو دخول المعهد العلمي بالحصاحيصا وكان شيخه في ذلك الوقت (شيخ بيومي ) المشهور اذكر اخونى الوالد وبعد إن تحصل على نتيجتي من المدرسة الوسطى وكان ترتيبي (59) بعت لو قبلوا بالفصل ستين طالبا لكنت من ضمنهم ولكن !!!!!!!!!

ذهبنا لشيخ بيومي وعندما نظر إلى نتيجتي قال للوالد ياحاج ولدك سته من تسع مقبول عندي وان شاء الله من أوائل المقبولين في المعهد بس خلية يجينا بعد ستة شهور لأنه اذكر كان هنالك تجميد للمعاهد وعلى ما اعتقد كانت هنالك مشكلة أدت إلى التجميد هذا يعنى إن الدراسة بعد ستة شهور بعد خروجنا ذكر لي الوالد بان معهد أجازته ستة شهور ما نافع أحسن ليك تمشى تعود في التميد قلت للوالد ما تراه يأبى ولقد عزمت العزم على الإعادة حتى التحق بالمدارس الوسطى

الحصاحيصا المسائية الوسطى
وقبل إن يبدأ العام الدراسي لكي اذهب للإعادة وفى ذات يوم من تلك الأيام العجيبة وفى ذات العام (1962م-1963م) ومن إذاعة أم درمان وفى الإخبار المسائية أذيع أسماء تلاميذ مقبولين من الأولية للوسطى ولم يكن لدينا راديو وكن بعد ذلك الخبر سمعنا زغرودة من امرأة عظيمة زغرودة آتية من فريق قدام كانت هذه الزغرودة من الخالة العظيمة (كبيرة خير الله ) أالله يرحمها رحمه واسعه وقد سمعت اسمي من ضمن المقبولين وأطلقت هذه الزغرودة فرحة وأقول بكل الصدق ومنذ ذلك التاريخ كان للخالة كبيرة مكانة في قلبي لم تتسع إلا لها وللوالدة الرحمة عليها رحمة الله .

توافد كل الأهل الذين سمعوا الخبر الى المنزل للمباركة وكان لأول مرة إن يذاع تلاميذ مقبولين من الأولية للوسطى وقد كان معي في هذه القائمة من ابوفروع الإخوان /إبراهيم حسن البدوي /والتاج خلف الله إبراهيم /ثلاثة فقط من تلك الدفعة التي امتحنت أذيعوا مقبولين لمدرسة الحصاحيصا المسائية الوسطى –ولقد علمنا إن وزير التربية في ذلك الوقت اللواء طلعت فريد عندما اطلع على نتائج المدارس الوسطى اصدر قرار بان تكون هنالك مدرسة مسائية ملحقة بنفس المدرسة الوسطى الصباحية مع توفير معلمين لهذه المدارس وقد كانت التجربة في الخرطوم –الحصاحيصا –الأبيض –لأنة وجد الفاقد التربوي من هذه الامتحانات هم تلاميذ نوابغ ومستواهم ممتاز فكيف يخرجوا إلى الشارع لذلك قبلوا بمدرسة الحصاحيصا الوسطى أربعين تلميذا آخرين على إن يعمل الفصل الثاني بالمساء –وكنت في ذلك اليوم في نشوى لاتصف أزالت كل الغبن الذي عانيته يوم إعلان النتيجة وقد أكرمنا الله بان أذاعوا أسماءنا في الراديو على الرغم من اننى لم اسمع اسمي وددت لو اننى سمعته وقد تناول المباركون الشربات والخلوي وجميع الأسرة كانت في حبور .
كفاني شر الإعادة وكفاني الدراسة في المعهد العلمي لأنة كان درجة ثانية في ذلك الوقت بالنسبة لمدراس الوسطى

تشكلت مرحلة جديدة من حياتي في العام 63-19964م إذ انحنى أصبحت طالب بالمدرسة الوسطى وقد اعددنا الرداء والقميص زيا مدرسيا وقد استحدث بنا هذا الزى إذ تقرر إن يكون الزى للتلميذ بالمدارس الوسطى رداء كاكى وقميص ابيض بدلا من الجلباب والعمة.
كان الفصل المسائي جميعه بالقسم الخارجي إذ إن أهالي مدينة الحصاحيصا استضافوا كل معارفهم من الطلاب للسكن معهم بمنازلهم مع أسرهم ومن كان له أقرباء بمدينة الحصاحيصا سكن معهم وقد كنت اسكن في ارقي إحياء المدينة (حي العمدة ) مع المرحوم بلال الشيخ وزوجته المرحومة أمنة إسماعيل وبدأت التجربة وكان أول مدير لنا هو الأستاذ المرحوم( محمود احمر)ومعه معاون بالمدرسة الأستاذ (احمد قيلي ) .
آخى المعلون بيننا وبين زملائنا بالفصل الصباحي وهى أشبه بين بمؤاخاة الأنصار بالمهاجرين إذ كل تلميذين (صباحي –ومسائي ) شركاء في الدرج والكرسي وعليهما التنسيق في موضوع مفتاح الطبلة وقد تصادف ذلك مع زميل من أبناء الحصاحيصا الحي الشرقي (عمر بله احمد ) وقد شاءت الأقدار إن نتصاهر مع عائلته إذ إن آخى ابن عمتي (حامد محمد الماحي )تزوج من أخته المرحومة الأستاذة (روضة بله ) واستمرت هذه العلاقة حتى اليوم كان أسوا مأقى هذه التجربة بان الوقت الذي يخرج فيه تلاميذ الصباح للمقيل بعد انتهاء اليوم الدراسي أي الساعة 2:30م كان يبدا يومنا الدراسي لذلك كنا في الحصتين الأوائل نغالب النعاس وقلما نستوعب دروس هاتين الحصتين –كانت تمارينا الرياضية بالصباح وكانت لقاءاتنا خارج إطار المدرسة بالصباح اى إننا كنا نمارس نمط من حياة الطلاب معكوس تماما وعلى الرغم من تلك المعاناة لم تخل مرحلة المسائية من اللذة والطرائف والغرائب ولكن مااذكرة تماما اننى كنت ثنائي مع زميلي (عبد الله قسم الله ) وهو من قرية ( طيبة حسب الله ) ريفي المعيلق كانت طبقات اصواتتا متوافقة تماما وكنا نودي أغنية (العوبة ) للثناى مبرغتى المأمون واحمد حسن جمعة بطريقة تعجب كل معلمي المدرستين المسائية والصباحية حتى إن أستاذ بالمدرسة الصباحية نسميه (بابكر o.k. ) سجل لنا هذه الأغنية في مسجل وكانت المسجلات موضة جديدة لم يعرفها كل الناس. وأيضا كنتسياسي عبد الله قسم السيد ننتزع جائزة سباق الثلاثة أرجل وهى لعبة تربط فيها رجلان للمتسابقين بالخلاف تمثل رجل ثالثة ويتم التسابق برجل لوحدك ورجل أخرى مربوطة مع رجل زميلك لذلك أيضا يحتاج هذا السباق إلى توافق كامل وتمارين كثيرة كنا باستمرار نحرز المركز الأول .
كنت حارس مرمى الفريق مع زملائي الذين كانوا حراس وهم (الماحي خضر ) و(السر ود الصول ) وهواء كانوا أشهر منى في حراسة المرمى .

في بوم الحادي والعشرين من اكتوبر من عام 1964م ونحن مازلنا جدد بالصف الأول بالمدرسة المسائية كانت هنالك إحداث بالخرطوم بالجامعة ولم نسمع عنها ولكن على ما اذكر إن احد رجال السياسة في ذلك الوقت يسكن حي العمدة ومنزلة بالقرب من المدرسة الوسطى وهو المرحوم ((على عيسى بشارة )) هذا الرجل بحكم اننى اسكن في الحي كنت اعرفه كما كنت اعرف ابنة الأصغر (اهرى على عيسى )العم على عيسى هو الذي حرك طلاب الوسطى جميعهم في مظاهرة في ذلك واذكر تماما إننا خرجنا نهتف (دم القرشي فداء للشعب ) بسوق وإحياء الحصاحيصا وكنا نحن طلاب الصف الأول لانعرف من هو هذا القرشي ولكن حوصرنا بالسوق وفرقنا البوليس بالغاز المسيل للدموع وكنا أول مرة نتعرف على ذلك الغاز اللئيم تفرقنا كل اتخذ له قبلة ولاؤها.

لذلك كنا نتنافس في الرياضة وفى الخطابة وفى المسرح وفى الغناء وفى كل مجالات الفنون مما صقل كل المواهب التي كان يتمتع بها التلاميذ وعلى هذا النهج انتقلنا إلى الصف الثالث ثم الصف الرابع نهائي الوسطى وفى هذا العام الأخير كان صديق لي ابن دكتور مشهور كان الوحيد بالحصاحيصا هو (احمد القاسم على بخيط ) له عيادة بحي العمدة كانت تطل على منتزه الحى الشهير
انا وصديقي (محمد القاسم على ) كنا لا نفترق الا للنوم وفى منتصف العام الاخير من المسائية حضر دكتور قاسم الى العم (بلال الشيخ ) الذى كنت اسكن فى منزلة ليستأذنه ليسمح لي بالسكن مع ابنة (محمد) حتى يعطينا حصص تقوية –إنجليزي –رياضيات –انتقلت الى منزل دكتور قاسم مع صديقي ابنة محمد وكان بالمنزل (خدام )فقط اما الاسرة كانت بام درمان لذلك سكنا ثلاثتنا الدكتور –وابنة محمد وشخصي ومعنا الخدام واذكر ان سمة ادم كان الدكتور قاسم في وقت فراغة يناقشنا في الإنجليزي والرياضيات وهو خريج كلية غردون التذكارية وقد كان بارعا اللغة الغربية والانجليزية فقد درسه الزعيم اسماعيل الأزهري .
وعلى مااذكرة تماما بان الحاج (على يوسف ابراهيم )كان يتردد علية كثيرا وعلمت من الدكتور قاسم ان المذكور يعمل بكلية واحدة لذلك عندما يراه الدكتور كآن يناديه يا( ابوكلوة ) ولما راني مستغربا في هذه المناداة ذكر لي بان كلية استأصلت له بمصر والان هو يعمل بكلية واحدة حتى توفى بابوفروع في عم 2006م علية رحمة الله .

كان تلاميذ المسائية بحكم انهم خارجيون تجدهم منتشرين في كل احياء الحصاحيصا لذلك اتيحت لنا فرصة ان نتعرف على كل احياء الحصاحيصا واحياء الحصاحيصا العريقة هي –حي العمدة –الحى الشرقي –الحى الاوسط –كريمة –المايقوما –الحلة الجديدة –حلة فور-كمبو المحالج –كان يقطنه عمال المحالج الوافدين من الشرق والغرب .
اكتملت المدرسة المسائية عندما نقلنا للسنة الرابعة واصبحنا نعد العدة لامتحانات الثانوي وفى العام _1966-1967م جلسنا لامتحان الثانوي أي الدخول الى المدارس الثانوية وكان نظام الامتحان يكون المركز في المدرسة الأوسطي ولكن يأتي الكونترول من معلمي الثانوي يعسكرون في المدرسة الوسطى بكل الامتحانات مع الحراسة المشددة وكان معلمو الثانوي هم الذين يقومون بمعاينة الطلاب الممتحنون وهم الذين يراقبون سير الامتحانات (كونترول) واذكر تماما بان احد مدرسي حنتوب الثانوية وهو معلم إنجليزي كان معه زميل لأذكره هم الذين اشرفوا على امتحاننا وهو الاستاذ تاج السر محجوب والذى تقلد وزارات متعددة وهو الان الامين العام للاستراتيجية القومية .
قمنا بأجراء امتحانات الدخول للمدارس الثانوية ولكن نسبة لظروف تجربة الدراسة المسائية فقد فشلت التجربة ولم يحرز طلاب المسائية نتيجة جيدة نسبة لظروف دراستهم والتي ذكرنا في بداية هذا الكتاب عيوبها لذلك لم ينجح كثيرون للدخول للثانوي ولسو حظى ايضا قلت درجاتي بشي بسيط للدخول للثانوي ولفشل التجربة بدا المسولون في تجفيف المدرسة المسائية أي انهم لم يقبلوا طلاب جدد للصف الاول .
في ذات العام كانت مدرسة مصطفى قرشي الاهلية الوسطى قد نقل طلابها من الصف الثالث للصف الرابع وكان يشرف على هذه المدرسة المرحوم (محمد الطيب عمر ) وفوق العلاقة الرحمية كانت تربطه بالوالد علاقة خاصة اذ انه كثيرا مااجدة في المنزل مع الوالد قادما من مصطفى قرشي الحلاويين وهو الوالد (عادل ) اذ كان متزوج من والدته (سكينة محمد الامين القرشي ) عليهم الرحمة .
كما ان عمى المرحوم (ابراهيم محمود ) كان قد ساعد (محمد الطيب عمر ) في التصديق المدرسة الاهلية هذه لعلاقة عمى ابراهيم باللواء /طلعت فريد والذى كان وزير للمعارف في ذلك الوقت .

كان لابد ان اعيد السنة حتى انجح للدخول للثانوي التحقت بمدرسة مصطفى قرشي وكان طلابها خارجين يسكنون مع الأهالي ولقد سكنت مع ابن عمتي في منزلة وهو (الصديق محمد قسم السيد ) ولقد كان منزلة عامر بطلاب المدرسة وكان ابنة الباشمهندس (محمد صديق ) في ذات المدرسة ومن الطلاب الذين اذكرهم (الطيب الضو-صديق )من قرية الحليلية (عباس )من قرية ود الزين –
كان مدير المدرسة المرحوم (جدو بشير ) وهو من اصعب المعلمين الذين قابلتهم في حياتي قاسى جدا حتى زملائه المعلمين لذلك كان مهابا انخرطت في السنة الرابعة مع طلاب مصطفى قرشي واذكر من ابناء ابوفروع فى السنة الرابعة المرحوم-عثمان سمرة –والاخوة –الماحى سمرة –البدوى محمد البدوى –عمر محمد عبد الله فرح –كانت توجد داخلية شعبية يسكنها بعض طلاب الذين لا يرغبون في السكن مع الأهالي وكانت دفعة مميزة ومستواها جيد للغاية واذكر كان يجاورني في الفصل الاخر (عبد الله دفع الله ) من أهالي صافية وهو الان متزوج بقنب ويسكن بها .
وكان عاما مليئا بالأحداث والانشطة ولان مصطفى قرشي الحلاوين هي اهلنا في الاصل لم اشعر باي فارق في حياتي بابوفروع والحلاوين .
ومن معلمي مصطفى قرشي الذين اذكرهم تماما الاساتذة –محمود –قريب الله –الترابي –عيسى –مصطفى –السيمت –السمانى احمد سعيد –فيصل المجذوب –مبارك الجزولى

وكانت تقام جميعه ادبية بها كل الانشطة المدرسية يشرف عليها الاستاذ –السمانى احمد سعيد –مدرس اللغة العربية .
اذكر وانا في ذلك العام رزق السمانى بأول مولود له وهى بنت (مشاعر السمانى )
واذكر ان كل معلمي مصطفى قرشي الاهلية حضروا سماية (مشاعر ) بدعوة من الاستاذ السمانى .
في هذه المرحلة تشكلت لدى موهبة شعرية ولكن لم اتجاوز فقط بعض المحاولات واذكر كان لدى كراس نحاول فيه تأليف الشعر القومي واذكر من الطلاب الذين كانوا يشاركوني هذه المحاولة الاخ –عبد العزيز قسم الله –وهو الان مدير تنفيذي بالولاية الشمالية كانت مقاطع شعرية أشبه بالدوبيت او المسدار واذكر منها على سبيل المثال ذكرت انفا كان يسكن معنا في منزل الاخ –صديق محمد قسم السيد طالب من ود الزين يدعى (عباس )
قلت فى هذا المقطع
عباس ياولدنا قوم بينا ود الزين
قوم بينا الحنان مايسبنا محتارين
البنت الادبية محبوبة عند الاثنين
عشان سحر العيون وتكويرة التهدين

وكان كل الكراس فيه مقاطع على هذا النمط ولكن للأسف لم احتفظ به واتمنى ان يكون الاخ عبد العزيز محتفظ بهذه الكراسة لان بها كنز من المقاطع المضحكة والمثيرة .
قضيت العام بمصطفى قرشي وجلست لامتحان الدخول للثانوي المرة الثانية للعام 66-1967م وتكررت ذات التجربة عند جلوسنا لامتحان الدخول للمدارس الوسطى اذ ان المنافسة كانت صعبة للغاية والمستويات كانت رفيعة لذلك قبل العدد المطلوب لمدرسة الحصاحيصا الحكومية وقد افتتحت في العام 1966-1967م وقد افتتح معهد علمي ثانوي بالحصاحيصا يتبع للشئون الدينية بالخرطوم وتم قبولي بهذا المعهد اذ قبل له الطلاب الذين احرزوا نتيجة جيدة ولم تمكنهم من الدخول الحصاحيصا الثانوية كان الزى بالمعهد بنطلون اسود وقميص ابيض وموقع المعهد بحي العمدة وهو مدرسة الرحمة الثانوية بنات الحالبة الان كان اول مدير هو الشيخ محمد من قرية التراجمة وقد كان شيخا جليلا ولكنة كان على وشك المعاش بلغنا سن الرشد فى ذلك العام (18سنة ) وشعرنا بننا انتقلنا الى مرحلة الرجولة والمسئولية الحقة لذلك فترة المعهد كانت ثرة والطلاب كانوا من مختلف مناطق مديرية النيل الازرق فى ذلك الوقت بل من الجنوب .

كنت بجانب لجنة الطعام وقد كان متعهد الداخلية الذى يوفر لها الطعام هو العم (النور عطية) والد الاخ دكتور الشفيع النور بالمايقوما بالحصاحيصا
نقول حقا ان الداخلية كانت منتهى الراحة والمتعة وان الغذاءات كانت ذات مستوى جيد جدا ولكن كنا نقارن بيننا وبين طلاب المدرسة الثانوية ونحس بان هنالك فرق كثير بين منهجنا ومنهجهم على الرغم من اننا لأنحس باي فرق لان مستويات المعاهد الدينة كانت تقوم على ان يعتمد فيها الطلاب على الدراسات الاسلامية والتركيز عليها دون المواد الأكاديمية الاخرى مما يجعل فرصة الجامعة الاسلامية فقط هنا ما كان بزعجنا في مايو 1969م قامت ثورة مايو بقيادة جعفر نميري وقاضيتا عاما كاملا بالمعهد وقد تقلد وزارة التربية والتعليم الوزير محى الدين صابر اذكر كان مدير المعهد في ذلك الوقت الشيخ (محمد حامد التكينة ) قمنا بأول ثورة طلابية بعد ثلاثة شهور فقط تقريبا من قيام الثورة مايو ولقد نظمنا كل الطلاب في بصات وذهبنا جميعا الى وزارة التربية بالخرطوم وكان حدثا شغل كل العاصمة واربك مدير ادارة الشئون الدينية والذى استدعى الى وزارة التربية جاءنا مندوب الوزير والذى طلب ان نختار خمس طلاب من بيننا للاجتماع مع الوزير ومدير الشئون الدينية ومدراء الادارات بالوزارة تم اختيار الاخ الجيلى رئبس الاتحاد وشخصى السكرتيرواختير منا ثلاثة اخرين لااذكرهم

دخلنا الى الوزير حاملين كل قضايا المعاهد الدينية وفى البداية اخافنا الوزير بعبارات خشينا انه بعدها سيودعوننا السجون وقد قال لنا الاتعلمون ان البلاد في حالة طواري وان تجمعات واضرابات ممنوعة تم هدا قليلا وبدا يسال عن طبيعة المشاكل كان يحسب ان مشاكلنا في اكل وشرب وهكذا ولكن فوجى باننا نحمل نحمل كل الوثائق (كراساتنا) والمواد التي ندرسها والنقص في المعلمين وفى عدم اهتمام بالمواد غير المواد الإسلامية اندهش وسال مدير الشئون الدينية الذى لم يستطيع نفى ماقلناة ثم اخبرنا لماذا يكون طلاب المدراس الثانوية مميزين عنا ولماذا الازدواجية في التعليم ووعدنا الوزير انه ستخذ قرار يكون لصالحكم وصالح كل طلاب المعاهد الدينية بالسودان وطلب منا الرجوع والاستقرار بالمعهد حتى التحقيق في الامر واتخاذ القرار المناسب
رجعنا الى المعهد وقد حدث تمرد من الطلاب ضد المدير (الشيخ التكينة) لأنه اراد ان يعاقب الطلاب على ثورتهم هذه بالجلد ورفض الطلاب بحجة ان مطالبهم عادلة وان الوزير تفهم مشاكلهم اخيرا تدخلت السلطات في الحصاحيصا بين الشيخ والطلاب وتنازل الشيخ بقولة مشهورة (اذهبوا فانتم الطلقاء ) .

لم تمضى فترة طويلة لا تزيد عن شهرين تقريبا اصدر السيد الوزير محى الدين صابر قرارا بإلغاء المعاهد الثانوية الدينية وضمها الى المدراس الثانوية ثم تم الغاء السلم التعليمي القديم (اربع سنوات ) الى السلم الجديد (ثلاث سنوات) وتقسيم الطلاب من الصف الثاني الى ميساق علمي وميساق ادبى .
بعد هذه القرارات انطوت صفحة من عمرنا في معهد الحصاحيصا الديني وفتحت صفحة جديدة بمدرسة الحصاحيصا الحكومية الثانوية

العطلات الصيفية وهى ثلاثة اشهر في البد كانت العطلة في الخريف ثم استبدلت في الصيف ولكن جيلنا كان يستفيد من العطلة في عمل يدر له مكسب لمساعدة اهلة وتوفير كل الالتزامات المدرسة من زي وكراسات وغيرها واشهد ان جميع طلاب ابوفروع جميعهم كانوا جادين اذ انهم يعملون في عمالة البناء (الصاج ) وقد عملت شيال مونة مع العم (حسن البدوي الجنيد) وكانت اليومية خمس وعشرون قرشا من الساعة 6صباخا وحتى الثالثة عصرا وكان معي الاخ ابراهيم حسن ولقد قمنا ببناء كثير من بيوت البطاحين بالطوب الاحمر .
ايضا كنا نعمل في المحالج ((لقاط)) يعنى نلقط القطن الذى يتناثر على الارض من الجولات وكان يساعدنا في التعين في المحالج والتي كانت تسمى الفبارك العم عابدين الشامي – ومحمد ابراهيم ددو والذين كانوا يعملوا ملاحظين كنا نعمل بمعدل اليوم 9 قروش يعنى في الشهر 27ريال وكان مبلغا كبيرا بالنسبة لنا وجميع طلاب ابوفروع يعملون اما في البناء او في الفبارك وقد كنا شلة مع بعض في فبريكة واحدة اذكر منهم ابوزيد عبد الفضيل –عبد العظيم عبد الرحيم –وكان يراسنا عبد الله الامين البشير (ود الشيخ ) . وقد كان طالبا بكلية الزراعة جامعة الخرطوم في ذلك الوقت وفترة العمل بالفبارك كانت بها كثير من الطرف والاحداث الا اننا كنا لا نحوج اباءنا في مصاريف والتزامات المدرسية عند فتح المدراس

اما في العام 1970م اصبح لنا في العطلة نشاط طلاب غير مسبوق في كل قرى الجزيرة تقريبا وهذا اكسب ابوفروع شهرة لا توصف في تلك الفترة لذلك هذه الفترة سأفرد لها مساحة خاصة اروى فيها ذلك النشاط بالتفصيل وهى التي اسميناها في ذلك الوقت .
اكل عيش
لم تكن في كل قرى الجزيرة وسائل ترفيه سوى الاندية التي كانت تشرف عليها الخدمات الاجتماعية بمشروع الجزيرة والاذاعة هي فقط التي كانت تنشد في القرى وهى الوسيلة الترفيهية الوحيدة لا احد يعرف تلفزيون او مسرح في العام 1970م ونخن انتظمنا في اتحاد شباب السودان بابوفروع وكان يفوده الاخوة – حامد محمد الماحي –صلاح عبد الرحمن –المرحوم –عبد الله محمد حمدان (كبر) واخرون وكنا نقوم بنشاط ثقافي اجتماعي في فترة العطلة الكبيرة اسواق خيرية ومسرحيات كوميدية وهكذا وكانت هنالك من الطالبات في دفعتنا من يقمن بنفس النشاط والحماس واذكر من الطالبات الاتي كن ناشطات في مجال الانشطة في العطلة –ست البنات يوسف – حرم يوسف – هانم محمد صالح – حرم احمد عبد الحليم –ميمونة محمدين –مفيدة ادم محمد زين –اشراقة ادم –اميرة ادم وعذرا للاتي لم يسعفني الذاكرة بذكرهن .

قمنا بتجويد المسرحية وكان اول عرض قدمناه بابوفروع لم يتخلف رجل او امرأة عن مشاهدة العرض وكان ثلاث ساعات من الضحك المتواصل وقد طلب منا اعادة العرض مرات ومرات وكنا نضع مساهمة مالية للتذاكر ساهمنا بها في العون الذاتي في تشيد الفصول بمدرسة البنات والتي كانت مديرتها في ذلك الوقت المرحومة الاستاذة (روضة بلة ) وعندما اطمان الجميع اننا جودنا المسرحية خرجنا بها الى خارج ابوفروع وكان في كل عرض في قرية من القرى تلقى رواجا وشهرة ولا ابالغ اذا قلت انه في تلك السنوات كان شباب ابوفروع من اشهر الشباب منطقة شمال ووسط الجزيرة اذ ان القرى كانت تحجز الفرقة عبر التلفون والذى كان يوجد دكان حسن حاج عثمان ( ) ولم تكن هنالك تلفونات الا في مشروع الجزيرة لذلك كنا نضع للفرقة برنامج حسب طلبات القرى وكنا ننتظر العطلة الصيفية بفارق الصبر حتى نواصل عرض المسرحية واذكر بان الاخ احمد طة كان يرسل لي خطابات بالبوسطة كنا نتبادل فيها الآراء وعرض المسرحية وحتى تكون العطلة حتى يجمع الله شمل الذين كانوا في مدارس مختلفة .
اما القرى التي قمنا بعرض المسرحية فيها بها كثيرة وسأحاول ان اذكر بعض هذه القرى . الصداقة –طيبة –شرفت –مصطفى قرشي –ودبهاى –مناجزا –المحيريبا –ابوعشر الرى ولها قصة سارويها –الجنيد المصنع –اللعوتة –قنب –العيكورة

ابوعشر الري

إما قصة ابوعشر الري في إحدى العطلات قدمت إلى القرية صاحبة معهد نسوى يسمى معهد إشراقة وهى صاحبة المعهد (اشراقة) كانت تقوم كانت تقوم بعرض بعض الانشطة النسوية كان معها بنتان وولد والمعهد كان مقرة الخرطوم في الصحافة قامت بالعرض اكثر من يومين ولم يكن الدخل مرضى ولقد نصحها بعض الشباب في القرية بان تقوم بالاتصال بفرقة التمثيل للتبرع لها بعرض المسرحية سيعوضها بعض الخسارة اتصلت بنا وبعد التشاور وافقت الفرقة بعرض المسرحية بنفقات معقولة داعما لهذه الضيفة وبالفعل قمنا بعرض المسرحية وكان العائد جيد بالنسبة لها ثم غادرت وذهبت الى ري ابوعشر وبعد اسبوع اتصلت بنا وذكرت بانها اتفقت مع مهندس الري ابوعشر بعرض المسرحية على مسرح الري وكان مسرحا معدا اعدادا جيدا وافق المسئولين عن الفرقة وذهبنا الى الري ابوعشر وكان غالبا ما يصاحب الفرقة الفنان (كرم الله محمد عثمان ) وفرقته لتقديم فواصل غنائية واحينا يصاحبنا فريق كرة القدم للتباري مع الفريق الذى تعرض فيه المسرحية كالجنيد والمحيريبا قمنا بدعوة من الاستاذ –يوسف على محمد خير ووصلنا ري ابوعشر وعند استقبالنا وبدا سكان ري ابوعشر يتفحصون القادمون بدوا يتهامسون واخرون بدأت عليهم الدهشة واخرون كانوا مستاؤون ولم نكن نعلم شئيا في ذلك الوقت ولكن احسسنا ان هنالك فمز ولمز في الموضوع المهم بتجهيز انفسنا لعرض المسرحية ونحن نقول بان البنتين اللتين كانتا مع اشراقة انضمتا معنا في تمثيل دور بنات واحدة مجنونة والثانية سكرتيرة ولقد استعن بهن في ابوفروع ولقد ادخلناهن ايضا في عرض ري ابوعشر بدأت المسرحية وطبعا المسرحية منذ البداية وحتى

نهايتها كوميدية لا يسعك الاوان تضحك خاصة ذلك الشارع به الكوميديا كان نادرا في الريف لذلك الشغل كل سكان الري ابوعشر رجالهم ونساوهم واطفالهم بالضحك
وهنا وعلى مسرح الري ابوعشر حدثت طرفة بيني وبين الاخ محمد سعيد محمد احمد وكانت اثناء اداء دوري العجب مع محمد سعيد المدير والمشهد كان عبارة عن مؤامرة من المدير لكى يبعد بها العجب الذى كشف أسراره وفساده الإداري بان يودعه مستشفى الامراض النفسية بحجة انه مريض عقلي –كان الحوار يدور بيني والمدير وفجاءة قال لي الاخ محمد سعيد (المدير) بالعجب ارفع الريال داك الله قلت في نفسى داء شغل خارج النص ولكن لابد ان يكون في الامر شى بدأت على طول في مواجهة الحوار وينو الريال اشار المدير انت اعمى ياهو داك نظرت وفعلا هنالك ريال الله !!!!!!!! الريال كان له فيمه كبيرة ريال كامل رفعت الريال وأمسكته في يدى المدير هات الريال بالعجب –بسرعة رديت لية بإسلام حتى الواقعة في الواطة مابتخلوها لينا – حاول المدير محمد سعيد بكل سلطات دورة المدير ان يأخذ الريال ولكنة لم يستطيع واخيرا وضعت الريال في جيبي مع ملاحظة ان كل هذا الحوار في هذا الريال كان خارج النص كان الجمهور معتقد بان هذا في المشهد ولكن الريال الظاهر فلت من اخد الذين كانوا يعبرون المسرح انتهى المشهد ولكن اتفقنا بعد ذلك والاخ محمد سعيد بان يأخذ كل واحد منا خمسة قروش .
انتهت المسرحية ونالت تصفيق من الحضور ولقد اندهشوا تماما وبعد انتهاء المسرحية ارتقى احد المهندسين المسرح وشكر الفرقة وذكر بان الاخت الاستاذة –اشراقة اخبرتهم بان الفرقة القادمة من الخرطوم وعلمنا بمجرد نزولكم من العربية ان الاستاذة خدعتنا لأننا عرفنا بينكم احد ابنينا وهو معتصم الخليفة علمنا بانكم من ابوفروع وانها كذبة ولقد دخلنا معها في عراك كدنا ان نلغى المسرحية ولكن وافقنا ان نشاهد المسرحية ثم بعد ذلك احكموا على وعليهم . وبالفعل نخن فخورين بان يكون هنالك شباب بهذا المستوى الرفيع ولقد استجوب الاخ – صلاح عبد الرحمن كمسئول من الفرقة استجوب الاستاذة اشراقه

كما واصلت نشاطي الأدبي والفني بالمدرسة وانضممت الى جمعية الموسيقى التي كانت يشرف عليها الاستاذ عوض محمد نجيب ابوشنيب وهو معلم فنون ولقد تعلمت الة العود بمجهود فردى فقط كان يساعدنا عازف يسمى حسن الشايقى يسكن الحصاحيصا وقد تعلمنا اساسيات العزف فقط الفرقة صارت مشهورة وكانت لها دور فنى كبير على مستوى منطقة شمال الجزيرة اذ كان جبها عازفون وفنانون بمختلف الفنيات حديث وشعبي وكان يصحب الفرقة من غير الطلاب العازفين الاخ –كمال الحاوي عازف الكمان والفنان انور الذى كان يقال له خضر بشير بصورة مذهلة وهو من ابناء اربجى شكلت مع صديقي ورفيقي الجيلى الطيب ثنائي وكنا نودى أغاني ثنائي العاصمة بمصاحبة الفرقة وكان أهالي الحصاحيصا عندما يستمعون الينا في أي ليلية يعتقدون انهم المغنين فعلا هم ثنائي العاصمة وكان من العازفون في هذه الفرقة المرحوم –الحاج سالم اكورديون والشيخ صالح كمان –عبد الرحمن محمد الفكي كمان –الزين مطر ايقاع –وكان من الفانين الذين اشتهروا الفنان عصمت اللبني علية رحمة الله –معتز احيمر –رحمة الله – بكرى ابراهيم طيبة القرشى ومن فناني الغناء الشعبي الزميل كرتوب –لدية فرقة للغناء الشعبي –كانت الفرقة تقوم بمشاركة الاساتذة في مناسباتهم وايضا الطلاب ومن اشهر المشاركات التي اذكرها للفرقة زواج الاستاذ قرشي سمرة ابوفروع – زواج الاستاذ محمد خوجلى المنشاوى – ام درمان الثورة الحارة السادسة – زواج الاستاذ –عبد الله العمدة المحيريبا ريفي المعيلق زواج الاستاذ – مصطفى كيمياء ودرعية –مناسبة الاخ محمود الحسين برفاعة – بجانب المشاركة في كل المناسبات الرسمية في مدينة الحصاحيصا وغيرها وكان من ملازمي الفرقة الاخوة – حسن علوب-وحسن محمد احمد ود-ا حمد البشير وغيرهم

من المدراء الذين عاصرتهم بالمدرسة الثانوية –الاستاذ –عبد القادر حمزة
الاستاذ – ابوالقاسم عثمان وهو شاعر لدية ديوانان في ظلال الهجير وفى هجير الظلال .
اما المعلمون الذين عاصرناهم بالحصاحيصا الثانوية
الاستاذ – السمانى احمد سعيد – ويلاحظ انه درسنا في الوسطى والثانوي –اذ انه بدا التدريس بالوسطى ثم انتقل الى الثانوي وايضا
الاستاذ –عوض على سعيد
والاستاذ –قرشي سمرة .
اما الاستاذ – الطيب النويري – على الرغم من انه علم التاريخ لكنة كان يهتم بالمسرح قفد اخرج مسرحية عرس الزين للكاتب الشهير – الطيب صالح وقد قمت بأداء دور الزين وقد تم عرضها في المسرح المدرسي في مناسبة ثقافية وقد نالت اعجاب الجميع وكانت المدرسة تقيم اعياد ثقافية بالعربية والانجليزية

وكان هنالك فريق كرة قدم به اميز اللعيبة الذين لعبوا في اندية العاصمة – منهم
1- ابو العز – لعب في هلال العاصمة
2–وايضا عليوة – لعب في هلال العاصمة
وهنالك لعيبة لو اتيحت لهم الفرصة لكانوا احسن لعيبه في العاصمة المشهورين منهم – فرح محمود –الجيلى الطيب – سيف احيمر –هاشم السمانى –وغيرهم كثر –
كنت في فريق كرة الطائرة وهى اللعبة التي كنت احبها وامارسها على طول وقد نافسنا بها كثير من المدارس واحرزنا نتائج مشرفة قضينا عامين 1972-1971م بالحصاحيصا الثانوية مليئا نين بالنشاط والحيوية والذكريات والتي لا يتسع المجال لذكرها .

جلسنا لامتحان الشهادة الثانوية السودانية فى العام 1972م وبالنسبة الى صارت الامتحانات جميعها على ما يرام ولقد اشتغلت فيها تمام التمام واذكر حتى اخر ورقة هي العلوم جاوبت الاسئلة ولقد امتلأت ثقة في نفسى بناء على شغلي وضمنت جامعة الخرطوم بدون مشاكل ولكن !!!!!!!!
وماامر لكن هذه لم تكتمل فرحنا بان خرجنا من اخر امتحان والفرحة تغمرنا ولقد فرقنا كل مذكرتنا اشارة لوداع المرحلة الثانوية لاستقبال المرحلة الجامعية لاحقا حضر الينا طلاب مدرسة حنتوب الثانوية وهم يسخرون منا باننا اكملنا امتحانات مكشوفة ولقد الغيت الامتحانات وهم لم يكملوها لانهم اوقفوا عنها بعد التأكد من تسربها وقع علينا الخبر وقوع الصاعقة خاصة ونحن منذ بدء الامتحانات وحتى نهايتها بالميساقين الأدبي والعلمي لم نعلم بانها تسريت ولم تصلنا الى اشارة بهذا المعنى من وزارة التربية في ذلك الوقت .
في بداية العطلة كان مخطط لنا بعد نهاية الامتحانات مباشرة الذهاب الى ادرمان الثورة لحارة السادسة لمشاركة الاستاذ –محمد خوجلى الفيشاوي معلم التاريخ المقتدر بمناسبة زواجه وفعلا كل الفرقة الموسيقية والغنائية والاساتذة والزملاء ذهبنا وشاركنا الاستاذ الفيشاوي بأحياء حفل ساهر متنوع في تلك السهرة صدح الاخ انور بأغاني – خضر بشير حتى اعتقد كل سكان الثورة الحارة السادسة بان الفنان خضر بشير يحي هذا الحفل . عدنا من الخرطوم على بص واذكر بان بالبص يوجد راديو ولقد سمعنا بيان من وزارة التربية والتعليم بإعادة بعص المواد التي تسربت بالنسبة للعلمين والادبين وعند رجوعنا الى المدرسة صدر بيان اخر بإعادة كل المواد في ظرف شهر واحد من تاريخه

لقد سلمنا الكتب واستلمنا الامنية وكانت خمسة جنيهات وفرقنا كل كراسات المذكرات ولم يبق لينا الا ان نكون مذكرات بمعلوماتنا القديمة بشكل حلقات طلابية اسئلة واجوبة هكذا دخلنا الامتحان الثاني في عام 1972م وكنا في حالة ياس وتخوف خاصة ونحن افلحنا في الامتحان الاول .
جلسنا للمرة الثانية وكان جو المراقبة فيه ارهاب شوية فناء المدرسة مملوآ برجال البوليس ورقابة فوق العادة وكان الطلاب هم سربوا الامتحانات وهو عقاب لهم !!!!!
انتهينا من الامتحان الثاني وظهرت النتيجة ولقد احرزت المدرسة عموما نتيجة طيبة اما بالنسبة لي فقد احرزت الشهادة واذكر ذاك اليوم الذى اذاعة الارقام

نتيجه امتحان الشهاده الثانويه
واذكر ذاك اليوم الذى اذاعة الارقام الناجحة اغلقت دوني باب الغرفة لوحدي ومعي الراديو وكتبت رقم الجلوس لبقية الاسرة ليتابعوا الاذاعة وكانت لحظات قاسية وعندما اتى المذيع الى مدرسة الحصاحيصا الثانوية وبدا في ذكر الارقام الناجحة كاد قلبي ان يتفطر ولكن سرعان ما أتى الفرح بان اذيع رقم جلوسي من ضمن الناجحين حمدت الله وتلقيت التهاني من الاسرة والاهل والاخوان وذهبت الى تفاصيل الشهادة فوجدتها تدخلني الجامعة الاسلامية او الفرع وكنت لا ارغب فيهم الاثنين تقدمت الى المعهد الفني وكنت اريد دراسة الغزل والنسيج ولكن في ذلك العام خصص فقط العلمين فقط والتيحت لي فرصة لدراسة السكرتارية بالمعهد الفني دبلوم ثلاث سنوات وعلى الرغم من انها كانت دراسة مطلوبة في ذلك الوقت الأنى رفضها

الالتحاق بوزاره التربيه والتعليم
وكان معظم دفعتنا انخرطوا في التدريس تعينوا معلمين بوزارة التربية وكانت الفرص متاحة لكل خريجي الشهادة الثانوية اخذت شهادتي من المعهد الفني الخرطوم وركبت البص متجها الى ود مدنى ووصلت وزارة التربية والتعليم الساعة 12ظهرا لأجد كل زملائي تعينوا مدرسين تقدمت بشهاداتي وفى الحال تم تعيني مدرس بالمدارس الابتدائية نظام 6سنوات ووزعت الى ريفي المحيريبا وكانت هذه اللحظة بداية عملي كمعلم في هذه المهنة التي احببتها وأحبتني منذ ذلك التاريخ وحتى كتابة هذه السطور لم افارق مهنة التدريس .
ذهبت لأجد أقرباي وهو شيخ (بشير محمد الهادي ) وكان كبير الموجهين بمنطقة شمال الجزيرة والكاملين كتب لي خطاب للأستاذ المرحوم – مجذوب بالمحيريبا لكى يضعني في مدرسة ابوفروع الابتدائية بالفعل تم وضعي في مدرسة ابوفروع الابتدائية ولقد وجدت فيها اخوة كرام كان المدير