الأخ العزيز ميرغني قضيت أحلي سنوات حياتي في شرق الجزيرة .. بداية بالهلالية بلد العلم والعلماء والكرم والنخب الدينية والعلمية والثقافية وأهلها أجتماعيين لأبعد الحدود مجاملين في كل المناسبات طيلة فترة عملنا بالهلالية كنا محل حفاوة وتقدير واحترام من الجميع وكل المعلمين وأصحاب المهن الحكومية في المستشفي والبريد والمجلس .. طيلة شهر رمضان المعظم أهل الهلالية لايسمحون تناول الفطور في منزل المدرسة برنامج دعوات لمدة ثلاثين يوم مع الأفراد أو الجماعات .... الأخ ميرغني لاحظت ايام زواجي عدد الاسر التي شاركت من الزملاء والأصدقاء الذين حضروا قبل ثلاثة أيام وبصين يوم الزواج وأصروا أحضار الطباخ من الهلالية والفنانين فرقة الهلالية والذين كانوا يوزعون الغداء والعشاء طلاب الهلالية ومعظمهم من المغاربه ألوانهم بيضاء ( أحد الظرفاء قال محمد عوض أحضر مرتزقة لخدمة زواجه وناس أبوفروع اصبحوا ضيوف المناسبة ) أحد ا الزملاء كان مطربا متعه الله بالصحة الأستاذ ميرغني محمد نور كان يغني ثلاثة حفلات بابوفروع واثنتين برفاعة ....صلتي بالزملاء بالهلالية لم تنقطع حتي آخر زيارة لي بالسودان خصصت لهم يوما...... انتقلت لسكر الجنيد بعد الزواج رغم رفض عميد مدرسة الهلالية المرحوم عبدالباقي الخضر وانصهرت في مجتمعها المتمدن الذي تطغي علي النسيج ا الاجتماعي المتميز المنظم .. مؤهلاتي الرياضية ساعدتني أن أدخل مجتمع الجنيد الذي كان يفتقر للكوادر الرياضية فأسست لهم رابطة رياضية بمساعدة ا الأخوان المسؤلين في الخدمات الاجتماعية والعلاقات العامة ونائب المدير العام وبعد عام واحد تم تحويل الرابطة الي إتحاد سكر الجنيد لكرة القد م النموذجي .. وهو أول اتحاد يبدأ نشاطه في دار مشيدة علي نفقة أدارة مصنع سكر الجنيد وقد حاولت أدارة سكر الجنيد ممثلة في ضابط الخدمات عثمان علي أحمد ونائب المديرا العام ا لمهندس يسري أنور تعيني مشرفا بالعلاقات العامة ومسؤلا عن ا الأنشطة الرياضية بسكر الجنيد بعد أخذ موافقة خطية من ادارة تعليم شرق الجزير ة برفاعة وفعلا بدأت اجراءات الانتقال لولا وصول فيزا للعمل بالمملكة بواسطة أخي الذي أعتز به دوما الشقيق الحاج محمد أحمد

حقيقة أن منطقة سكر الجنيد لها كبير أثر في نضوج خبرتي بالعمل العام وأثرت حصيلة العلاقات مع المسؤلين بسكر الجنيد والنقابات و الرياضيين بشرق الجزيره واتحاد منطقة رفاعة حيث تم اختياري والسيّد يوسف نميري مدير العلاقات العامة بسكر الجنيد أعضاء باللجنة الاداريه لاتحاد رفاعة ولا زالت صلتي وثيقة بمن بقي من المسؤلين بالجنيد واتحاد سكر الجنيد والزملاء بالمرحلتين الثانوية والثانوي العام ...... أما سؤالك عن ارتباطي بالزوجة العزيزة ا ام سلمه حسن علي فقسمة الزواج مكتوبة عندما كنت معلما بالهلالية كنت أعرف الاستاذة عواطف حسن علي ( شقيقتها ) كزميلة تعمل مدرسة بالهلالية فقط وكلانا لايدري أن هنالك صلة قرابة بيننا حيث كان الخال حسن علي موظفا بالهاتف وغير مستقر برفاعة لأنه كان متنقلا بمد ن كسلا وأروما وسنجة وحين انتقاله للجنيد قامت حبوبتنا ستنا فضل المولي ابنة خالت حبوبتنا أم الخير بزيارة لابنها حسن علي بالجنيد وخلال الونسه سألتها عني فأجابتها الأستاذه عواطف أنا بعرف محمد منذ اكثر من عام لكن ماعارفه صلة القرابة وفي صباح اليوم التالي أرسلت لي مذكرة مع أحد طلابنا الذين كانوا يحضرون يوميا من الجنيد للهلالية ببص الخدمات الإجتماعية وهي مهعم وأوضحت لي بأن الوالد يطلب زيارتك لنا يوم الخميس والوالدة ستنا معنا وتبلغك التحايا وفعلا لبيت الزيارة وتعرفت علي الأسرة التي تربطنا بها صلة قرابة ولم أتشرف برؤيتهم الا في عام 1975 وتعرفت علي أم سلمة وتوثقت الصلة التي تترجمت الي زواج وارتباط بهذه الأسرة التي أعتز بكل فرد فيها ورحم الله من فني منها وكان ارتباطي بهذه مصدر سعادة للوالدة أم الخير والتي ربطتها بأهلها برفاعة وكانت عاقدة العزم عي تبرعها الشخصي بشراء دهب العروس إلا أن قدر الله حال دون حضورها لزواجي رحم الله الولدة أم الخير نصر حمد المرأة المربية ذات الحكمة و حفظها للكثير من تاريخ السودان بجانب إنشادها للشعر ورحم الله الوالده ستنا والتي كان لزيارتها للجنيد سببا في معرفتي وارتباطي بهذه الأسرة

انضم لنشاطتنا الأخوان ابراهيم حسن البدوي والماحي الشيخ وبشري الزين وعبدالله موسي وفتح بله وأحمد عبدالله وعدد آخر ....سعي الشباب في منتصف السبعينات تحويل المقابر الي شما ل امتداد الحلة الشمالي وقررنا اقناع مجتمع الحلة بايقاف الدفن بالقابر القديمة والقيام بتسويرها بسلك شائك ... الا أن الفكرة لم ترق لكبار السن الذين كنا نصطدم بافكارهم ..... قررنا أختصار أيام العزاء من خمسة أيام الي ثلاثة أيام عام 1982 ( وتعرضت لجدل وممانعة عنيفة في ذلك مع أحد القياديين من كبار السن الذي كان رافضا للفكرة وأكثر الناس محاربة لها ) رحمة الله عليه وبعزيمة الشاب نفذنا قرارنا وللتاريخ أول من نفذ القرار الأستاذ السماني أحمد سعيد عند وفاة والدهم رحمة الله عليه ونفذت القرار أسرة الشايقي عند وفاة الوالد عوض سليمان رحمة الله عليهم أجمعين وأضحي القرار ساريا بعد ذلك ..... أخواني وأبنائي الشباب هو روح المجتمع وهو الذي يحدث التقيير في المجتمعات ..فلا تضيعوا فترة الشباب الا بما ينفع المجتمع ........ الأخ الأستاذ معتصم الحسن تناول نشاط أول رابطة لطلاب ابوفروع في تقرير ه في المنتدي فلا داعي لذكر هذه الفترة من التنشاط الطلابي

الطيب .. الشباب في جيلنا رغم قلتهم الا أنه كانت لهم طموحات كبيرة .. ايه رايك كان من ضمن أفكارنا نعمل اذاعة داخلية لأبوفروع ..... فلو عشنا في زمن التقنية الحديثة ونحن مستقرين كنا انجزنا العديد من ألافكار والمشروعات المفيدة للمجتمع .. في بداية السبعينات عملنا مكتبه بالنادي وجمعنا عدد كبير من الكتب وكان الاستلاف يتم بصورة منظمة شبيهة بنظم المكتبا ت العامة في المدن والجامعات والمعاهد ..... أتمني من جيل اليوم أن يعمل علي تجميع مكتبة سمعية وبصرية مع وجود كل الوسائل والوسائط لتحقيق ذلك

باشمهندس صديق كل سنة وانت طيب ورمضان كريم .... لقد وجهت لي سؤالا ( خطيرا ) واوكد لك بكل صدق ..حتي 2005م لاعلاقة لي بالسياسة اطلاقا وزملائي في كل المراحل يؤكدون ذلك ...بعد اتفاقية السلام ( نيفاشا ) تعاطفت كغيري مع حكومة الأنقاذ لانها أوقفت حربا استمرت 22 عام وبدات بعض الأشراقات تظهر علي الحياة العامة ولكن بعد الانتخابات تغير الحال والأعضاء الذين أعتقد أنهم صادقين او نظيفين في الحكومة آثروا الابتعاد حفاظا علي مكانتهم ..فا لتاريخ لا يرحم .... واوكد لك انني رجل قومي ( حزبي السودان والسودان فقط ) لا حزب لي وسوف لن أمنح صوتي لاحد ... فحسب وجهة نظري ( لا أحد في الساحة السياسية مقنع ) لاحزب ولا شخصية سياسية / مع احترامي وتقديري لأفكار وآراء الاخرين وكل فرد حر في انتمائه واتعامل مع الجميع بكل صدق حسب ما يرضي نفسي ويرضي ربي

الابنه العزيزة / اسراء لك التحية ووللأسرة .... الاستقرار بالسودان حلم يراود مخيلة كل مغترب ولكن ظروف الغربة ... والأحوال في السودان غير مشجعة ... فالمرء يتمني أن يستقر ويعيش وينعم بالسعادة وسط أهله ومجتمعة فالحياة في السودان لها متعة وطعم خاص .... نتمني أن تزول أسباب الغربة